أيها الإخوان والسلفيون .. اضربونا بالجزمة!
بقلم: محمد عبد المجيد
لا تصدقونا إذا سمعتم منا اعتراضات عليكم، فأنتم صناعة بلاهتنا، ونتاج حماقتنا، ولم تهبطوا علينا بالباراشوت من السماء، ولكنكم خرجتم أمامنا بعدما فركنا مصباحاً فيه عفريت من الإنس!
لا تصدقونا ونحن نسخر منكم، ونتقاسم الضحك السخيف على تهريجكم، ونقوم بعمل ( شير ) على فيديوهاتكم الجالبة للتهكم والتخلف العقلي، فقد وقفنا كتلاميذ مطيعين في صفوف طويلة أطلقنا عليها ديمقراطية، ووافق المجلس العسكري، مشكورا، على اعطاء الأوامر لكل أصحاب السوابق والبلطجية عطلة انتخابات لمدة يومين مدفوعة الأجر قبل عودتهم إلى الشارع وتحويل حياتنا إلى جحيم.
لا تصدقونا فأنتم في عيوننا أولياء الله المباركون، وعيونكم المكحلة قتلتنا، ثم لم يحيين قتلانا، ولحاكم الكثة كانت جواز مرور لعقولنا النائمة والمخدَّرة والمغيبة.
لا تصدقونا فنحن صنعناكم في بيوتنا، وفي مدارسنا، وفي أماكن العبادة، وعرضناكم في فضائياتنا، وتشاجرنا عن نصيب كل منا من بركاتكم، وتفسيراتكم، وفتاواكم، فكانت النتيجة أننا نستحق اللطم على الوجوه حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.
كنا نراكم في كل مكان، وعلى النت، وفي المنتديات، ونجادل بسلاح تعرفونه جيداً فهو خليط من السحر والشعوذة وكتب صفراء فاقع لونها، فتربحون الشارع والناس حتى لو اضطررنا لضياع أعمارنا في معرفة فوائد بول الإبل أو رضاع الكبير أو عدم جلوس البنت مع والدها بمفردهما أو عدم استقبال العائد عناقاً أمام خلق الله في المطار أو الميناء.
لم ننصت مرة واحدة للكواكبي وهو يتحدث عن الاستبداد باسم الدين، ولم نتنبه لبوادر تمزيق وطن على أسس واهية تــُفـَرَّق المواطنين، وتزعم أننا لا نخرج عن كوننا إما جنود الله أو .. جنود الشيطان.
وخرج من أضلعكم جيل أكثر جهالة من الكهفيين الموتىَ، وأمسكوا بأضلع النت والمواقع والمنتديات ومنابر الخطابة، وأطلقوا في عقول الشعب مئات الآلاف من صغائر الأمور تحت ستار فتاوى الدين أو السلف أو كتب القرون الأولى أو القداسة العلمية والفقهية لأناس غادرونا بعد عهد الديناصورات.
وانضم إليكم الفنانون والمثقفون والإعلاميون وأساتذة الجامعات والسياسيون والحزبيون والجبناء، فالمسرح يتسع للجميع، والعسكر يمكنهم ارتداء الجبة والقفطان، وجمال مبارك يمسك المصحف الطاهر في يده القذرة، ورئيس المحكمة يجلس تحت آية قرآنية ويستمع إلى شهود الزور.
الآن تحول مجلس الشعب إلى مصطبة فقه، والنائب الذي نجح ليوصل صوت الفقير والمقهور والمقموع إلى السلطة منشغل برفع الآذان للصلاة، فالله تعالى لن ينتظر رفع الجلسة، وإلا ما فائدة زبيبة الصلاة التي انطبعت في الجبهة في وقت قياسي لا يكفي لبروز شبح نقطة سوداء في مقدمة الرأس؟
ترفعون الحق كله في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لكنكم لا تكترثون للحق، صغيره أو كبيره، ظاهره أو باطنه.
لسنوات طويلة وشعيرات جسدي تضطرب وترتعد، ونبضات قلبي تتضاعف خوفا ورعبا من زاعمي الحق الإلهي، ولم يدر بذهن أي ضارب للودع أو مستشرف للمستقبل أو مفكر في معهد استراتيجي أن صفقة جائرة يمكن أن تجمع الدبابة والمصحف واللحية والنقاب والسفارة الأمريكية ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وفلسفة الكفيل وفضائيات تقطيع جسد الوطن وفقهاء السلطة والكتب المتربة في تجمع يباركه مبارك، ويحتفل به الشيطان وهو يخرج لسانه لأرواح شهداء مصر من شبابها الطاهر.
أيها الإخوان المسلمون والسلفيون،
اضربونا بجزمة قناص عيون فنحن صنعناكم، ورفعناكم فوق رؤوسنا، فإذا جاء رئيس الجمهورية القادم منكم أو من رجال المخلوع، فابصقوا في وجوهنا بصقة تجعل إبليس يشفق علينا!
محمد عبد المجيد