معاش السادات " مهاجر"

-طبعاً اكيد سيادتك مستغرب انا صاحي بدري ليه
والفضول هايموتك علشان تعرف
علشان اريحك وتكمل نومك انا عندي موعد !! ارتحت كده
طبعاً لأ
علشان عاوز تعرف مين اللي اتهفت في نافوخها وقررت تقابلني وتخرج معايا!
ومش هاتصدق كمان انها من البلد !
وهانخرج انا وهيه مع بعض كده قدام الناس في الشارع لغاية المحطة !!
- والنبي تتنيل ، هما اثنين بس ممكن اصدق انهم يخرجوا معاك
امك لو وراها مشوار
و الجاموسة !!
- نسيت واحدة يا مغفل
الحاجة عيشة !!!!
- ايوووااااا
- طب اطفي النور واقفل الباب وراك يا عم الراندفو
واوعى حد يعلق المزة منك
- ماشي يا خفيف
انت مش هاتروح الكلية يا وله
- ولا كلية ولاجزئية
- انت ناويها السنة دي كمان !
- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم
ايوه يا عم حسن ناويها
اهو الاقي حاجة تسليني
يعني رايح الكلية
جاي من الكلية
وعاوز المصروفات ، وفلوس الكتب وتصوير الملزمات والجو ده
ولا عاوزني اخلص واقعد استنى عدلي زيك
جتك نيلة في ملافظك ، نام نامت عليك حيطة

الحاجة عيشة دي جارتنا وكانت صاحبة ستي خديجة الله يرحمها
ستي خديجة ودعت بدري بدري هيا ومعظم صاحبتها اللي كانوا بيتجمعوا عندها في دارها ما فضلش منهم إلى الحاجة عيشة
عندنا في الدار كانوا بيسموني ابن ستي علشان كنت قاعد عندها على طول في دارها القديمة اللي كانت عايشة فيها لوحدها بعد ما بنينا بيتنا في حتة الارض اللي ورا دارها.
دارها كانت بالطوب الني وليها باب خشب كبير درفة واحدة من بتوع زمان دول كان بيفكرني بابواب القلعة .
كنت اصحى من النوم اطلع جري على دار ستي ألاقيها حاطة طعميتين في رغيف جنبها و براد الشاي على النار
اقعد اكل الرغيف و الطعمية وبعدين اشرب احلى كباية شاي ، لسه لغاية دلوقتي ريحة وطعم شاي ستي ما لقيتش زيهم
بعد شوية تبدأ الستات اصحابها يهلوا
يقعدو يحكوا ويضحكوا ويشربوا شاي لغاية اذان الظهر وبعدين كل واحده تقوم على دارها
علشان كده باحس ان الحاجة عيشة زي ستي بالظبط وهي كمان بتعتبرني زي ابنها
ولما تعوز حاجة ولا تكون رايحة مشوار على طول تبعتلي اروح افطر معاها ونروح مشوارنا
رغم ان الحاجة عيشة عدت السبعين بس ملامحها ما تدلش على سنها وشها ابيض بحمرة ومنور ماشاء الله ، باحس فيها بجمال وحنية وطيبة ستات مصر زمان.
باشوف فيها دايماً صورة بهية اللي كان يوسف شاهين دايماً يرمز لمصر بيها ف أفلامه
بناتها اتجوزوا وعايشين في القاهرة وابنها الوحيد عايش ف إيطاليا من زمان ومتجوز ومخلف وقليل قوي لما ينزل اجازة
بناتها كمان ما بيزوروهاش إلا في الأعياد
علشان كده تلاقيها دايما قاعدة في الشكمة ( بلكونة ارضية بدون باب ولا سور في مدخل الدار فيها مصطبة من الطين ) على باب بيتها تآنس وحدتها بالناس في الشارع وطول قعدتها تلاقيها في حوار مع المارة او الجيران
" الف عافية يا اخويا اتفضل ، الله يعافيك يا ام فلان ، يا واد امشي بالراحة هاتدوس الناس بالعجلة
يا حاجة عزيزة ما تغرقيش الشارع كده ، الجدع كان هايقع على ظهرة ديك النهار ... "

ومع كل آذان تدخل تصلي الفرض وتطلع تكمل قعدتها في الشكمة
ومع آذان العشا تقفل الباب وتدخل تصلي و تنام وبعد صلاة الفجر تفتح الباب وتطلع تقعد

- صباح الخير يا عيوشة
- صباح النور يا ضنايا انت لسه نايم لدلوقتي
- هاصحى ا عمل ايه يعني اديني نايم " نوم العاطل عبادة "
- انا يا واد مش قولتلك امبارح تصحى تعدي عليا بدري
- نسيت والله
- طيب كل يلا اللقمة دي على ما اصب الشاي علشان نروح مشوارنا
- على فين
- مش النهاردة عشرة الشهر يا ولااااااا
- اه صحيح والله يا عيوشة الايام كلها زي بعضها عندي
- طيب يلا
كلت الساندوتش بسرعة وعلى ما شربت كباية الشاي كانت عيوشة لبست الجلبية السمرا والطرحة
وطلعنا ننقل خطوة خطوة وهيا ماسكة في كم القميص وكل فترة تسند بايدها على دراعي.
- باقولك ايه يا عيوشة هو المعاش ده معاش سيدي عبدالله !
- هو سيدك عبدالله كان موظف !!
- دا معاش السادات الله يرحمة ويستره زي ما سترنا
- الله يرحمه
- من يوم ما موتوه اللي ما يكسبوا ولا يربحوا وما حدش سأل فينا
لسه على حطة ايده. والنبي كل ما اقبض المعاش بادعيلو
- هو يعني يا عيوشة كان بيديكو من جيبه ، ما هو كله من خير البلد
- ما ياااااما يا ابني ناس بتنهب خير البلد ودم الغلابة كمان وما بيكفيهاش ، يبقى برضه هو يشكر ولا إيه.
- عندك حق
- بس تعرف يا واد يا حسن والنبي ربنا مبارك فيه وكافينا وساترنا انا وكل اللي زيي.
- هي الواحدة في سني ده عاوزة ايه غير اللقمة والهدمة .
- باقولك ايه يا عيوشة
- إيه
- هو خالد ابنك ما بيبعتش ليكي فلوس ، ولا بيبعت وانت بتحوشي من ورايا !!
- جاتك واكسة انت وخالد في يوم واحد ههههههههههه.
- اكثر من كده واكسة يبقى كثير يا عيوشة ، لما اخلص من الواكسة اللي انا فيها هابقى اقولك تدعيلي بغيرها .
- ارتسمت على وجهها ضحكة ولكن بصوت منخفض ولمعت عينها بالدموع وقالت ينيلك يا حسن والنبي انت عسل
- ولو الواكسة دي تبقى زي بتاع خالد وكسة إيطالية يبقى شغال ، ادعي براحتك
- لا يا ضنايا بعيد الشر ، ربنا يبعدك عن وكسة ابني ، ابني ندهيته النداهة وراح ما رجعش
خلاص ، جري ورا الفلوس ومراته الخواجاية الكركوبة ، ونسيني ونسي الدنيا
حتى الكام مرة اللي نزل فيها ما كانش هو خالد ابني
كان واحد تاني .
حتى الفلوس اللي كان ساعات يبعتها ما فيهاش ريحة البركة ، كثيرها زي قليلها .
علشان كده بقيت اخاف منها ولما يبعتلي اي قرش بفرقة على الغلابة واصحاب النصيب .
- طيب وانا يا عيوشة مش من الغلابة ولا اصحاب النصيب !!!!
- مش انا يا ولاااااااا كل شهر بجبلك علبة دخان واديك خمسة جنية ، انت علشان غالي باديك من معاش السادات
مش بقولك انا بخاف من الفلوس بتاع الخواجات دي
- طيب تصدق يا واد يا حسن
- دا مرة بعتلي قرش على البنك فـ شبين ،قولت اروح استلمه يوم المعاش علشان تكون معايا ، جيت يوم المعاش سألت عليك قالولي دا راح اسكندرية مع اصحابة
- المهم روحت لوحدي عديت على البوسطة خدت المعاش وركبت العربية على شبين
- المهم دخلت على البنك قبضت الفلوس وسألت الراجل كام دول يا ابني قالي دول 1000 جنية يا حاجة .
- حطتهم في جيبي الشمال والمعاش في الجيب اليمين بتاع الجلابية
- والنبي يا ابني كنت حاسة ان جيبي اليمين اتقل بكثيير من جيبي الشمال وبقيت كل شوية احط ايدي على جيبي اتأكد هو فاضي ولا مليان ، جيبي اليمين الفلوس مش باينة فيه بس تقيل وجيب الشمال منفوخ على الاخر وحاسة انه خفيف وفاضي
- المعاش يا ابني عامل زي الغلة لما كنا ندرسها زمان
تلاقي الغلة شوية صغيرة بس تقيلة وثابتة على الارض
اما التبن كثير ومنفوخ عـالفاضي وزي قلته آخره علف للبهايم و شوية هوا يبحتروه في الغيط
- المهم ركبت الموصلة بتاع طنطا وجدع ابن حلال كان واقف جنبي ، قال لصاحبه ما تقول يا ولا وقعد الحاجة
- المهم قعدت
- وروحت البيت طلعت المعاش عديته وحطيته على جنب
- وجيت اطلع فلوس خالد لقيت الجيب مشقوق وفاضي
- قلت الحمد لله ، يلا مع السلامة يعني انتي هاتكوني ابقى من اللي بعتك
- ما نابني الا بهدلة المشواااااااااار ،
ربنا يديم علينا معاش السادات

" مهاجر"

رااااااااااااااااااااااااائع

شكراً اخ زهرة على مرورك الكريم وردك الرائع

حوار مع سيدة مسنة قروية فعلا......جميل يا درش

قصه جميله عجبنى اكتر اسلوب المهاجر الساخر فى الحوار
قصه دمها خفيف أهنيك عليها وفى انتظار المزيد ......

شكراً على كلامك الجميل ، شكراً طارق و mallk

انا حاسس ان الست دي ستي ، هههههه