عفواً واعذروني في السؤال ده حد يعرف عبدالمنعم رياض؟ ، لا لا لا مش بسأل على الميدان انا عارف الميدان فين في القاهرة ولا بسأل على الشارع ولا عن المدرسة .انا بسأل عن الشخص نفسه عبد المنعم رياض يا ترى نعرف هو مين؟ وليه كل الحاجات دي اسمت باسمه !في نظر بعض الناس دا سؤال عبيط وممكن اللي يعرفوه كويس يتهموني بالجهل علشان سألت السؤال ده علشان في وجهة نظرهم ان مثل هذا الرجل لا يسأل عنه .لكن اكيد في ناس ما تعرفش عن عبدالمنعم رياض غير اسمه او انه اكيد حد مهم علشان الحاجات دي اتسمت بإسمه انا شخصياً حصل معايا موقف طريف يتعلق باسم عبدالمنعم رياض .بعد تخرجي استلمت شغلي كمدرس في مدرسة عبدالمنعم رياض وفي يوم قعد معايا مدرس انجليزي من شبين الكوم اقدم مني بحوالي خمس سنين ولقيته بيسألني هي المدرسة دي سموها عبدالمنعم رياض ليه هو ده شهيد من بلدكم انا في الأول فكرته بيهزر ولما سألته انت بجد ما تعرفش عبدالمنعم رياض رد عليا بكل بساطة لأ هاعرفه منين ولما لقيته كده قلت اشتغله . قلته يا استاذ عبد المنعم رياض ده سمكري من بلدنا كان واقف يصلح عربية على الطريق وبعدين دخلت فيه عربية نقل بسرعتها فمات .رد عليا بنفس البرود طيب وده يبقى شهيد! قلت له طبعاً مش ميت وهو في شغله يبقى شهيد ، واقتنع بالرواية ( والله العظيم ما بهزر والموقف ده حصل والراجل اقتنع بالكلام ) وبعدين سألته بجد انت ما تعرفش عبد المنعم رياض ، قال لي واعرفه منين ما دام هو من بلدكم ؟ سألته طيب ما لفتش نظرك إنه اسمه موجود على مدارس كثير و ميادين وشوارع قال لي والله ما خدت بالي .القصة دي مش تهريج والله حصلت بجد ، تصدقوا!!! عرفتوا ليه انا بسأل السؤال ده وفي ذكرى استشهاد هذا البطل 9/3/1969 تعالوا بقى نعرف بجد مين عبد المنعم رياض ، ونفخر إن الراجل دي من ابناء مصر. ولد الشهيد عبد المنعم رياض في 22 أكتوبر عام 1919 بقرية سبرباي محافظة الغربية، وكان والده القائمقام (عقيد) محمد رياض عبد الله قائدا لبلوكات الطلبة بالكلية الحربية. توفى والده عام 1931 وكان عمره وقتها لا يتجاوز الثانية عشر، التحق الشهيد عبد المنعم رياض بمدرسة الخديوي اسماعيل الثانوية وبرغم حبه للجندية الا أنه قدم أوراقه بعد تخرجه في المدرسة الثانوية لكلية الطب وتم قبوله بها ودفع مصروفاتها إرضاء والدته.وفي نفس الشهر أعلنت الكلية الحربية عن قبول دفعة جديدة، تروى شقيقته السيدة سميحة رياض هذه الواقعة: "دلفت والدته ذات صباح الى غرفته وكان عبد المنعم رياض يقرأ في المصحف ويبكي لدرجة أن دموعه كانت تبلل صفحات المصحف، وعندما سألته عن سبب هذا البكاء قال لها:" أنا أبويا ضابط وأنا عاوز أطلع ضابط مثله وأنا قدمت في كلية الطب وقبلت.. وأنا مش عايز أكون دكتور . واليوم آخر فرصة للتقديم بالكلية الحربية". فتأثرت والدته بهذا الموقف وأقترحت عليه أن يذهب على الفور لحضور كشف الإمتحان في الكلية الحربية وأوصته أن يخبرهم بأنه أبن القائمقام محمد رياض وفعلا ذهب وأجرى الاختبارات وتم قبوله بالكلية الحربية.التحق الشهيد بالكلية الحربية في يوم 6 أكتوبر 1936 وتخرج فيها يوم 21 فبراير 1938 برتبة الملازم ثان وكان ترتيبه الثاني على دفعته، ثم التحق بكلية أركان الحرب وحصل على ماجستير العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول على الخريجين.
شارك في الحرب العالمية الثانية عام 1939 بالصحراء الغربية ومرسى مطروح، ثم شارك في حرب فلسطين عام 1948. تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في مايو 1952 ثم عُين في مايو 1953 قائدا للألآي الأول المضاد للطائرات وفي يوليو عام 1954 عُين قائدا للمدفعية المضادة للطائرات.
سافر الى انجلترا حيث حصل على تدريب خاص في سلاح المدفعية المضادة للطائرات بكلية "مانويير" بانجلترا بتقدير امتياز، ثم استكمل دراسته بأكاديمية "وولتش" العسكرية كما تلقى دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية وقضى عدة سنوات في أرقى الكليات العسكرية بالاتحاد السوفيتي حيث أطلق عليه الروس لقب "الجنرال الذهبي".
شارك في حرب السويس (العدوان الثلاثي) عام 1956.في 10 مارس 1964 صدر قرار بتعيينه رئيسا لأركان القيادة العربية الموحدة.
رقي الى رتبة "فريق" في 21/4/1966، ثم عين قائدا لمركز القيادة المتقدم في الأردن ثم عين قائدا للجبهة الأردنية.
التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس عام 1967 رغبه منه في استكمال رسالة دكتوراه كان يعدها في الإستراتيجية العسكرية، ولما أردك أن بحثه لن يكتب له النجاح مالم يستوعب العلوم الإقتصادية قرر الإنتساب للكلية وأدى بعض امتحانات الفرقة الأولى لكنه لم يستكملها نظرا لاستدعاؤه للجبهة الأردنية.بعد ستة أيام فقط من نشوب الحرب في يونيو 1967 عين عبد المنعم رياض رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية. وعلى الفور بدأ في عمل وصفه البعض بالمستحيل وهو إعادة بناء القوات المسلحة المصرية ونجح فيه بشكل أسطوري. كما شارك في معارك الشرف والكرامة في رأس العش، وإيلات ومعارك الطيران البطولية في ديسمبر 1967.
وقد أجاد عبد المنعم رياض عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.أستشهاده:
مع بداية يوم 8 مارس 1969 فتحت المدفعية المصرية نيرانها على مواقع العدو وتحصيناته في إطار حرب الإستنزاف، وعلى الفور قرر الشهيد السفر الى الإسماعيلية لمراقبة الأمور على الطبيعة وكانت اسرائيل قد انتهت في هذا الوقت من بناء خط بارليف، وكان عبد المنعم رياض أحد الذين أشرفوا على تنفيذ خطة لتدمير خط برليف.
وفي الساعة الحادية عشر صباح يوم 9 مارس 1969 غادر الشهيد عبد المنعم رياض مقر قيادة الجيش الثاني بالإسماعيلية بطائرة هليكوبتر لزيارة الضباط والجنود ليناقش معهم بنفسه الدروس المستفادة من معركة اليوم السابق، وفور هبوط الطائرة استقل الشهيد سيارة عسكرية الى الجبهة وأصر على زيارة المواقع الأمامية التى لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة برغم معارضة الضباط له.وفي تمام الساعة الثالثة والنصف وصل الشهيد الى الموقع المتقدم رقم 6 وأخذ يشاهد بمنظاره المكبر الضفة الآخرى المغتصبة والحصون الإسرائيلية، وبدأ القصف الإسرائيلي فجأة مركزا على المناطق المدنية وتقدم الشهيد أكثر وأكثر حتى يتابع سير المعارك وأنطلق يسأل الجنود ويستمع لهم وفجأة أنهالت دانات المدافع بعد وصوله للموقع المتقدم بـ 15 دقيقة وتجددت اشتباكات المدفعية وتبادل الجانبان القصف وراح الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة النيرانية والى جانبه قائد الجيش ومدير المدفعية.وأصدر الشهيد أوامره الى قائد الموقع وضباطه بأن يتصرفوا بسرعة حتى يديروا المعركة وبقى في مكانه يراقب اتجاه دانات المدافع.
وقبيل الرابعة وتحت هدير المدافع الذى يصم الآذان هجم على الشهيد فجأة الضابط المرافق له يجذبه بقوة خوفا عليه الى حفرة قريبة وبعدها بدقائق معدودة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من الخندق الذى يحتمي فيه الشهيد ومعه قائد الجيش ووقع انفجار هائل وانطلقت الشظايا الى داخل الحفرة.
ودار حوار قصير بين القائد والضابط..
قال الضابط: أنا أنصبت يا فندم.
رد رياض: .. وأنا كمان.. لكن بسيطة.وبعد خمس دقائق أعاد الضابط نفس الكلام، لكنه لم يتلق جوابا، لقد صعدت روح الشهيد الى بارئها وفارق الحياه وهو يرتدي أفرول الزي العسكري خاليا من أي رتبة.
وحُمل جثمان الشهيد في عربة عسكرية الى مستشفى الإسماعيلية ومنها الى مستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، وتم استدعاء الدكتور على نصحي زوج شقيقته سميحه لإبلاغه بالأمر وليبلغ أسرته لكنه رفض هذه المهمة متهيبا فقام الفريق محمد فوزي وزير الحربية بزياره منزله بنفسه وأبلغ أسرته في منتصف ليلة نفس اليوم بينما كانت مصر كلها قد عرفت النبأ قبل ذلك بست ساعات!إعلان وفاته:
أصدرت رئاسة الجمهورية بيانا خاصا تنعي فيه الشهيد بلسان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخرجت جنازة الشهيد في اليوم التالي يتقدمها رئيس الجمهورية، وبرغم انها كانت جنازة عسكرية الا أن جموعا غفيرة من المواطنين قدرت اعدادهم بنحو مليون مواطن خرجت لوداع الشهيد في أكبر جنازة تشهدها مصر لرجل عسكري، وثاني أكبر جنازة على الإطلاق في تاريخ مصر بعد جنازة الرئيس جمال عبد الناصر.وقد أنتقم الجنود لإستشهاد قائدهم في اليوم التالي مباشرة في عملية لسان التمساح
منحه الرئيس جمال عبد الناصر رتبة الفريق أول بعد استشهاده مباشرة
مُنح وسام نجمة الشرف العسكرية (أرفع وسام عسكري مصري في ذلك الوقت).
تمت اقامة نصب تذكاري للشهيد في المكان الذى استشهد فيه بالإسماعيلية وأطلق اسمه على الموقع 6 الذى استشهد فيه.خُصصت جائزة بإسمه تُمنح لأوائل الخريجين من الكلية الحربية والكلية البحرية والطيران والشرطة.
أُطلق أسمه على المبنى الرئيسي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا التى تخرج فيها وعمل بها استاذا.
أُطلق أسمه على أول دفعه تلتحق بالكلية الحربية في يوليو 1969 في احتفال عسكري وشعبي.
كما تم اطلاق أسمه على عدد من الميادين المهمة والشوارع الرئيسية والمدارس كما اطلقت أكثر البلاد العربية اسمه على بعض الميادين والقاعات الدراسية.
يعتبر الميدان الذي يحمل أسمه بالقاهرة هو أشهر هذه الميادين ويقع بالقرب من المتحف المصريمن إنجازاته:- يعتبر اول قائد عسكري بهذه الرتبة يستشهد على جبهة القتال في العالم
- إعادة تأهيل وتسليح القوات المسلحة المصرية بعد نكسة 1967، وبداية حرب الإستنزاف.
- تدمير 60% من تحصينات خط برليف الذى تحول من خط دفاعي الى مجرد نقط انذار مبكر.
- كان صاحب إضافة جديدة في حرب المدرعات منذ عام 1968 حيث كان يتم تدريب المشاه عليها في سرية شديدة، ليحطم بذلك كل القواعد العسكرية التى كانت تؤكد أن الدبابة لا تحطمها الا دبابة، وليصبح المقاتل المصري في حرب أكتوبر بديلا مدمرا للدبابة.- لمع اسمه عالميا وخاصة في اسرائيل باعتباره الضابط الذى كان يقود المدفعية واستطاع في منطقة "جبل المكبر" في الأردن ان يوجه المدفعية بحيث تعطي نيرانا أكثر تجاه إسرائيل.
- من أكبر انجازاته الغاء نظام القرعة الذي كان معمولا به فى اختيار المجندين، كما كان صاحب الفضل فى تجنيد المتعلمين وأصحاب المؤهلات وكان يردد دائما للرئيس عبد الناصر: "أن القرعة تصلح فقط لأوراق اليانصيب لكنها لا تصلح وسيلة عملية للتجنيد، والجندي المتعلم يستخدم سلاحه أفضل ويصونه بوعي".- أما أكبر انجازاته على الإطلاق فهو تصميمه للخطة (200) الحربية التى كانت الأصل في الخطة (جرانيت) التى طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر تحت مسمى (بدر).من أقواله:
"لا أصدق أن القادة يولودون.. إن من يولد قائدا قله من الناس لا يقاس عليهم، كخالد بن الوليد مثلا ولكن القادة العسكريين يُصنعون .. يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، ان ما نحتاج اليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة على اصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد ذلك القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار"."أنا لست أقل من أي جندي يدافع عن الجبهة ولابد أن أكون بينهم في كل لحظة من لحظات البطولة""لن نستطيع ان نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة .. عندما أقول شرف البلد، فلا اعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد .. شرف كل رجل وكل إمرأة""اذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة.. إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية"."لقد حقق أجدادنا أعظم البطولات، وخلفوا لنا تراثا عريضا يجب أن نصونه، ومستقبلا علينا أن نطوره ولن يكون ذلك الا بهمة الرجال الأقوياء والناس يولدون فتصنعهم ظروفهم وبيئاتهم، ولابد من أن نصنع نحن في الجيش الرجال الأقوياء""إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر قالوا عنه:"لقد خسرنا بوفاة عبد المنعم رياض كثيرا .. لأنه كان من الضباط الذين يمكن أن يقولوا لا.. ليس عن عدم طاعة ولكن عن عدم اقتناع ورأي يدعمه بأسباب منطقية، لم يخش سوى الله، وكان عقلا مفكرا وشهما ورجلا يتمتع بخفة ظل.. كان كريما ومحبا للحياة وقد أحبه الجميع وهذا يفسر الاحتشاد الكبير الذي بدا واضحا في جنازة عبد المنعم رياض التى تحولت الى جنازة قومية ودع فيها الشعب المصري بطلا استشهد على الخط الأمامي مع جنوده، ولذلك ذهب الشعب كله يودعه ويشيعه الى مثواه الأخير، لأنه بطل ولأننا خسرنا كثيرا برحيله". لواء أركان حرب بهي الدين نوفل
رئيس هيئة عمليات القيادة المشتركة في أكتوبر 1973
"إن الفريق عبد المنعم رياض ختم حياته على العهد به. رجلا مخلصا لجنديته في الخطوط الأماميه، . إن الفريق عبد المنعم رياض شارك في عمل بدا شبه مستحيل وهو إعادة بناء القوات المسلحه المصرية وقد تحقق ذلك".
وكالة يونايتد برس للأنباء
قصيدة "رسالة الى عبد المنعم رياض" للشاعر نزار قبانيلو يُقتَلونَ مثلما قُتلتْ..
لو يعرفونَ أن يموتوا.. مثلما فعلتْ
لو مدمنو الكلامِ في بلادنا
قد بذلوا نصفَ الذي بذلتْ
لو أنهم من خلفِ طاولاتهمْ
قد خرجوا.. كما خرجتَ أنتْ..
واحترقوا في لهبِ المجدِ، كما احترقتْ
لم يسقطِ المسيحُ مذبوحاً على ترابِ الناصرهْ
ولا استُبيحتْ تغلبٌ
وانكسرَ المناذرهْ…
لو قرأوا – يا سيّدي القائدَ – ما كتبتْ
لكنَّ من عرفتهمْ..
ظلّوا على الحالِ الذي عرفتْ..
يدخّنون، يسكرونَ، يقتلونَ الوقتْ
ويطعمونَ الشعبَ أوراقَ البلاغاتِ كما علِمتْ
وبعضهمْ.. يغوصُ في وحولهِ..
وبعضهمْ..
يغصُّ في بترولهِ..
وبعضهمْ..
قد أغلقَ البابَ على حريمهِ..
ومنتهى نضالهِ..
جاريةٌ في التختْ..
يا أشرفَ القتلى، على أجفاننا أزهرتْ
الخطوةُ الأولى إلى تحريرنا..
أنتَ بها بدأتْ..
يا أيّها الغارقُ في دمائهِ
جميعهم قد كذبوا.. وأنتَ قد صدقتْ
جميعهم قد هُزموا..
ووحدكَ انتصرتْ