بدت الفرحة التي استقبل بها المنتخب المصري للشباب فوزهم على أيسلندا أمراً مبالغ فيه، وهو ما دفع البعض للتساؤل حول وضع المنتخب المصري في المجموعة وحقيقة الإنجاز الذي حققه الفريق بفوزه على المنتخب الأيسلندي في إفتتاح مباريات كأس العالم للشباب التي تستضيفها مصر في الفترة ما بين 5 إلى 19 أغسطس الجاري.
ويكمن السر في سعادة المنتخب المصري بفوزه في مباراة الإفتتاح أمام المنتخب الأيسلندي رغم ما بدا عليه المنتخب الضيف من تواضع في المستوى في أن المنافسة على المقاعد الثلاثة في الدور الثاني تتركز "نظرياً" على أربعة فرق في المجموعة الأولى، هي مصر وألمانيا والأرجنتين وأيسلندا.
فالفوز على المنتخب الأيسلندي مثل دفعة قوية نحو الدور الثاني، إذ أزاح "نظرياً أيضاً" أحد الموانع التي تقف أمام تأهل المنتخب المصري للدور الثاني.
ويقام الدور الثاني بنظام المجموعتين كل من ست فرق يتأهل الأول والثاني في كل مجموعة إلى قبل نهائي البطولة.
وتواجه الفرق الثلاثة الأولى من المجموعة الأولى نظرائهم في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات فرنسا وإسبانيا وإيران وتونس والبرازيل والنرويج والتي تجري حالياً منافساتها في السويس.
ولكن في واقع الأمر أن الفرحة المصرية الطاغية في مجمع الصالات بعد فوزهم الأول في بطولة العالم خبت سريعاً، إذ لم يستغرق شباب مصر طويلاً في إدراك ان هذه ما هي إلى خطوة ضئيلة نحو التأهل.
وأكد محمد علاء السيد صانع ألعاب الفريق عقب اللقاء أن "التوفيق الذي حالفنا في مباراتنا الأولى كان سببه الأساسي الجماهير القليلة التي ساندتنا بدعواتها وآمالها في أن نتمكن من تحقيق هدفنا، وتكرار إنجاز جيل عظيم حصد الكأس الأولى للبطولة عام 1993".
وقال لـFilGoal.com: "ندرك جيداً أنها مجرد خطوة واحدة، ولكننا كنا في أمسّ الحاجة لها، فبعد شهور طويلة من المعسكرات الخارجية والمباريات الودية، والإخفاقات والنجاحات كنا في حاجة لبداية قوية في البطولة تؤكد لنا ولجماهير كرة اليد في مصر أننا على قدر المنافسة، وعلى استعداد لرفع إسم مصر عالياً خلال هذه البطولة".
واتفق عاصم السعدني المدير الفني للمنتخب المصري مع رؤية لاعبه في أن ما قدمه الفريق مجرد بداية، وقال السعدني عقب اللقاء "مازال المشوار أمامنا طويلاً، ونحن نعي جيداً أن مباراتنا امام المنتخب الأرجنتيني هي اصعب بدنياً وفنياً من مباراة أيسلندا".
وأشاد المدير الفني المخضرم بلاعبيه المتألقين في المباراة أمثال حارس المرمى كريم مصطفى "كاتونجا"، والظهير الأيسر للفريق كريم حلمي طومان، وعلاء وغيرهم "لطالما كانوا لاعبين متألقين وعلى قدر المسؤلية، وهو ما وضعناه في إعتبارنا أثناء إختيارنا القائمة النهائية للفريق".
وشدد المدير الفني المصري على أن "الفوز لم يكن سهلاً، فهذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الفريق في بطولة عالم على أرضه وأمام جمهوره، وهو ضغط ليس بالسهل على لاعبين في العشرين من العمر".
ولكن معسكر الشباب بدا شديد الهدوء بعد ما لا يزيد عن ساعة من نهاية المباراة، ما يؤكد أن اللاعبين بدأوا بالفعل وضع خططهم للمباراة القادمة أمام الأرجنتين يوم الجمعة المقبل.
تنظيم "محرج"
وفي الوقت الذي أدرك فيه المنتخب الوطني المصري أن مشواره في البطولة مازال طويلاً، أدركت الجماهير المصرية أن مشوار بلادها في تنظيم البطولات الكبرى بنجاح مازال طويلاً أيضا.
ورغم الهجوم العنيف من هادي فهمي رئيس الإتحاد المصري لكرة اليد على اللجنة المنظمة قبل إنطلاق البطولة بساعات، لم يكن حتى من المتوقع أن تظهر البطولة بهذه الصورة المحرجة.
ومثل حفل افتتاح البطولة "الليزري الفرعوني الروسي" عرضاً محرجاً، على الرغم أنه من المعروف أن نسبة تزيد عن 50% من نجاح تنظيم أي بطولة يتركز في حفلي الإفتتاح والختام، إلا أن مسؤولي اللجنة المنظمة –على ما يبدو- لم يدركوا هذه الحقيقة.
فرغم إدراك المنظمين أن حفل الإفتتاح دائماً ما يشهده لاعبوا الفرق المنافسة، إلى جانب كبار مسؤولي اللعبة والرياضة في البلاد، فالتنظيم لم يتمكن من الوصول حتى إلى وقت تقديري لحفل الإفتتاح.
واعتمدت اللجنة المنظمة على تطوع فريق "السيرك الروسي" المتواضع ليقدم إحدى الفقرات الرئيسية في الحفل، والذي اضطروا لالغاء فقرته الثانية رغم استعداد العارضين بعد أن تجاوز الحفل المدة المسموحة له بأكثر من سبع دقائق إقتطعها اللاعبون من تمرينات الإحماء.
ولم يكتف المنظمون بحرمان اللاعبين من إجراء فترة إحماء كافية، بل قرروا إزعاج الفريقين خلال هذه الفترة، فالصالة التي لم يفكر أحد في أنها ستحتاج لتنظيف جيد قبل أن يبدأ اللاعبين المباراة، كانت تعاني من أسوأ حالاتها بعد العروض الفنية لحفل الإفتتاح.
وكانت الطامة الكبرى أن بدأ العاملون في مسح الأرضية خلال قيام اللاعبين بعمليات الإحماء مما تسبب في إزعاج غير عادي لللاعبي الفريقين!
وتربعت الملصقات الدعائية في الملعب على قمة إنجازات اللجنة المنظمة، إذ اضطر أحد العاملين للالتصاق بأحد جانبي الملعب طوال فترة المباراة لإدارتها الحاملات الإعلانية "يدوياً".
الطريف أن المنظمين انتبهوا فجأة إلى لافتة أرسلها "الحاج علاء أبو هبل" معلناً فيها مساندته هو وأبناء مركز شباب "زنارة" محافظة المنوفية للاعبي المنتخب وأمنياتهم الطيبة للفريق بتحقيق نتائج طيبة خلال البطولة، والتي قررت اللجنة المنظمة إزالتها مع دخول الدكتور حسن مصطفى رئيس الإتحاد الدولى للعبة أرض الملعب.