رسالة إلى أنصار الدكتور محمد مرسي
أشعر بمرارة الظلم الذي تشعرون به... من أنقسام الناس حولكم بين مُشاهد آثر السلامة و أبتعد عن المشاركة و التعليق .... و أخر سعيد بما يحدث لكم و يرى في ذلك عدالة السماء في تبدل المواقف و الأدوار.
توقفت كثيرا عند تداول تلك الأيه الكريمة بينكم "رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا" لأرى شعور باليأس و الظلم و نظرة تعالي و كبرياء للمجتمع الذين تروا أنهم ظالمين؛ في تطور عاطفي لا إرادي ... أصبحتم تقرون أن معركتكم ليست مع المؤسسة العسكرية أو الشرطة و لكنها مع أهل هذه القرية (مصر). و كأن المشكلة لم تكن فشل جماعة الإخوان في خدمة المواطن و تحقيق أهداف الثورة الأصلية (ثورة يناير) و لكن المشكلة أن الناس ظلمة و مش حاسيين بمكانتكم الدينية و مؤهلاتكم العلمية
إن إعتداء الأهالي بالطوب و الحجارة على مسيراتكم حتى و إن كان سلمية أصعب ١٠٠ مرة من إعتداء الشرطة بالخرطوش و قنابل الغاز... فهؤلاء البسطاء الذين اعطوكم أصواتهم هم نفس البسطاء الذين ثورنا و اعتصمنا و أضربنا من أجلهم.. لن ينفعكم وصفهم بالبلطجية و المأجورين .. فهذا لم ينفعنا في مسيراتنا التي كانت تضرب من سكان العباسية و أصحاب المحال في وسط البلد.. و من حقكم علينا أن ننصحكم كما نصحتونا من قبل أن لا تخرجوا خارج محيط رابعة العدوية حتى لا تواجهون بطش فض إعتصامكم بالقوة المفرطة كما حدث مع إعتصاماتنا في محمد محمود و مجلس الوزراء ... و لن تجدوا رئيس البرلمان يقف يبرأ الشرطة بتصريح " لا يوجد خرطوش" لان الشرطة قبضت عليه.
لو كانت مشاهد الموتى و المصابين تحرك المشاعر و الضمائر لكانت حركت من قال فينا "ايه اللي وداها هناك" في حق فتاة التحرير او "حد يقابل ربنا و هو بيتفرج على ماتش" على ضحايا الاولتراس. فرجاء أن تحرصوا على سلامتكم و سلامة من تحبون و لا تعولوا كثيرا على تلك المشاهد و التضحيات. فحياتك هي أغلى ما تملك قد تحتاجها في نضالك السياسي المستقبلي ...فلقد تعلمنا منكم أن نتبع الطريق المؤسسي و التشريعي إذا كان الطريق الثوري يعرضها للخطر.
أدعوكم لتفعيل تلك القاعدة الفقهية الأشهر في تلك الصدامات "درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة" ... لم أقتنع بها يوم أن كنتم لا تكفون عن قولها لنعود إلى منازلنا و نترك الشارع ..بل كنت أراكم تداهنون العسكر و تقتلون طموحاتنا في الحصول حرياتنا و كرامتنا المسلوبة... ريما أعماني الغضب و الشعور بالظلم ... فلا شك أن فقدان الحياة مفسدة عظيمة لا تساوي منفعة رجوع مرسي و جماعة الإخوان إلى الحكم... و إن كان رجوعهم ليس هدف ثورتكم و غضبتكم في رابعة و النهضة فلتعلنوا عن هدف إعتصامكم... و إن كان رجوعهم هو الهدف ... فلتقدموا برنامج عملي مكتوب لكيفية ادارة مؤسسات الدولة من قضاء و شرطة و جيش و كيفية ضمان عدم عودة أزمات الكهرباء و السولار. فتعاطفنا معكم لوحده مش كفاية
محمد طلبه
٢٧ يوليو ٢٠١٣