بقلم – وليد الشرقاوي:
في الخطاب الثالث لا جديد سوي الوعود والأماني والأحلام فهذه هي البضاعة الموجودة الآن يشتريها المصريون رغم أنفهم؛ فلا يمكن أن تتغير الأحوال في يوم وليلة و لكن بين ثنايات الكلام رومانسية شديدة وأهداف من المؤكد منطقيا أنها لن تتحقق؛ فلماذا يتصور الرئيس أن كل اطياف الناس في مصر مرحبة به و تؤيده؟
إنني أري الرئيس الآن أمام حالة خداع من صناعة جماعة الإخوان، حالة يصورون له فيها أن الشوارع والميادين والجماهير فرحه ومتفائلة وهو أمر غير صحيح. إنهم نتاج قوة الحشد التي تتميز بها الجماعة وتسوقها بعض القنوات المتآمرة على الشعب المصري. إن مثل هذه الظواهر المصنوعة تزيد من رومانسية الرئيس.
وأقول إن الملفات المتعلقة بتحسين أوضاع الشعب و تحقيق الآمال التي أطلقها الرئيس في الخطابات الثلاثة لا تحتاج إلى رومانسية؛ فمداعبة أسر الشهداء بالعبارات الرنانة لن تعيد المياه المقطوعة مثلا عن أغلب أحياء محافظة الجيزة و التي عندما تأتي تكون محملة بالرمال والشوائب، كما أن الرومانسية لن تحسن من أداء قطارات الصعيد أو تحسن الطرق المتهالكة أو تدفع الدماء إلى قطاع السياحة الذي خسر المليارات والباقي أكثر و أكثر..
إن مصر لن تحيا بالشعارات والخطب الرنانة التي يملؤوها الشجن. إن الشعب أصبح يعرف كيف يحاسب الرؤساء وحاشيتهم ومساعديهم. وعليه يجب أن تتوقف آلة الكلام و تدور آلة العمل لعل شيئا مما سمعه الناس يتحقق فيسعد الناس وأنا معهم.