دعوني أتخيل أسوأ يوم في تاريخ مصر!
الحُكمُ ببراءة حسني مبارك. الرجلُ يخرج ماشياً على قدميه مثل العفريت يحيط به ابناه، جمال وعلاء. تستقبله زوجته وتهمس في أذنه: ألم أقل لكَ بأنَّ المصريين هُـبـْـلٌ؟
حرسُ الشرف يعزفون السلامَ الجمهوري، ثم تنطلق زغاريد ( أبناء مبارك ) و ( إحنا آسفين يا ريس).
صفٌ طويل من آلاف القضاة يمتد من أمام المحكمة إلى شرم الشيخ وقد لوَّحَ كل منهم بإصبعه الأوسط في وجوهنا، ورفع فوقه لافتة عليها ( كل من يُصدّق القضاة المصريين ينظر جيداً إلى هذا الإصبع)!
يتقدم محمد مرسي والمشير بكل الضعف والمذلة والمسكنة والمهانة فيقول الأول: سيدي الرئيس أنا أخلص وأفضل رجالك، ولم يقترب أحد من أموالك، ويقول الثاني: بل أنا من شهد زورا في المحكمة وجعلت المصريين ينسوّن جرائم ثلاثين عاما سففتهم أنت خلالها تراب الأرض، وقتلت من الأقباط في ماسبيرو أكثر مما فعلت ، سيدي الرئيس، في آخر سنوات حُكمك!
يرد مبارك: ماذا فعلتم بالمصريين؟ يرد المشير: فرمتهم، مسلمين وأقباطاً، وهم يستنجدون بجيشنا البطل الذي كان مشغولا بالكشف على عورات المصريات فيما أطلق عليه لاحقاً" كشوف العذرية"! يقول مرسي: وأنا جعلتهم يكرهون وينسوّن اسم الله في صلواتهم، ويتمنوّن الردّة عن الإسلام واعتناق عبادة الطوطم أو النار!
مبارك: وهل ما يزال لرجالي وللعسكر وللاخوان من يهلل ويصفق لنا ويدافع عنـّـا، ويجد كل تبرير لأوساحنا؟
المشير ومرسي في نــَـفـَـسٍ واحد: لقد أعدناهم مع المعارضة إلى الحظيرة مرة أخرى.
ويستقل الرئيسُ الوالدُ سيارتــَـه، ويفتح نافذتــَـها اليُمـْـنىَ، ثم يبصق علينا، وتـُـطرطش البصقةُ علىَ بدلة المشير و.. جلباب مرسي!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 13 ابريل 2013