بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التصوف نقاط وحروف للشيخ عبدالله نجيب سالم
أخذ التصوف من المسلمين ـ قديما وحديثا ـ اهتماماً ملحوظاً وجهداً كبيراً، وهو عند أهلهعلمائهم وعامتهم والقائمين به من أرفع العلوم والمناهج وأدقها، ومن أخص المعارف وأشرفها...وقد تعرض لهجوم ظالم غاشم من قبل أناس مغرضين ، بعيدين كل البعد عن الإنصاف وآداب الخلاف!!!
لهذا ولكشف الزيف وإحقاق الحق أقول ما يلي:
ما معنى التصوف:
قبل أن نخوض في مبادئ التصوف وأركانه، ينبغي أن نقف على تعريفه وحدّه. وقد كثرت تعاريفه المأثورة المنقولة عن فطاحل العلماء وكبراء الأمة.
فهذا السيوطي يعرفه بأنه تجريد القلب لله تعالى واحتقار ما سواه.
وهذا حاجي خليفة في (كشف الظنون) يعرفه بأنه: علم يعرف به كيفية ترقي أهل الكمال من النوع الإنساني في مدارج سعادتهم، والأمور العارضة لهم في درجاتهم بقدر الطاقة البشرية.
وقريب منها عرفه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري فقال: التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفس، وتصفية الأخلاق، وتعمير الظاهر والباطن، لنيل السعادة الأبدية . وقال غيرهم غير ذلك.
وقد جاء في كتاب: ( العهد الوثيق لمن أراد سلوك أحسن طريق للشيخ محمود خطاب السبكي مؤسس الجمعية الشرعية بمصر ص 30 ) : واعلم أن التصوف : الجد في السلوك إلى ملك الملوك مع الأخذ بالأحوط من الأحكام ، إلى أن قال: ولذا قالوا: الصوفية قعدوا على الدعائم الأصلية ووقف غيرهم على الرسوم ومن هنا فازوا فوزاً عظيماً وبلغوا من الكمالات ما لم يصل إليه غيرهم ، ولكن لاسبيل لك أيها الإنسان إلى ذلك إلا بمجاهدة النفس ليلاً ونهاراً بهمة قوية.
وقد علق الشيخ زروق في كتابه (قواعد التصوف) على تعدد التعاريف فقال: وقد حٌدّ (أي عرف) التصوف ورسم وفسر بوجوه تبلغ الألفين، مرجع كلها لصدق التوجه إلى الله. وإنما هي وجوه فيه.
كيف نشأ علم التصوف:
أما عن منشئه ومبدئه فلنقل ما قاله العلامة ابن خلدون في مقدمته:
وهذا العلم ـ يعني علم التصوف ـ من العلوم الشرعية الحادثة في الملة.
وأصله: أن طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريقة الحق والهداية ، وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والاعراضُ عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهدُ في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفرادُ عن الخلق والخلوةُ للعبادة. وكان ذلك عامّاً في الصحابة والسلف فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده وجنح الناس إلى مخالطة الدنيا اختص المقبلون على العبادة باسم التصوف.
التصوف في القرون الأولى:
ولئن لم يكن معروفاً بين رجال الصدر الأول من السلف الصالح باسمه الدارج وهو (علم التصوف) فإنه كان معروفاً لهم كمجموعة من المعارف والتوجهات والقواعد والسلوكيات.
يقول الإمام عبد الكريم بن هوازن القشيري رحمه الله في رسالته الشهيرة المعروفة ( بالرسالة القشيرية): اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتسم أفاضلهم في عصرهم بتسمية علم، سوى صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ لا أفضلية فوقها. فقيل لهم: الصحابة. ولما أدركهم أهل العصر الثاني سمي من صحب الصحابة بالتابعين .
ثم اختلف الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ممن لهم شدة عناية بأمر الدين: الزهاد والعباد، ثم ظهرت البدع، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص أهل السنة، المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، المحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة.
من هم أوائل الصوفية ؟ :
أول من سمي بالصوفي أبو هاشم الصوفي المتوفى سنة 150هـ، ثم تتالت التسمية في كثير من العباد والزهاد وأهل الإقبال على الله بالتجرد، وعلى النفس بالإصلاح ، أمثال أبي حازم سلمةَ بن دينار المخزومي، والمعافى بن عمران، والفضيل بن عياض، ومعروف الكرخي، وبشر بن الحارث الحافي، والحارث بن أسد المحاسبي، وأبي يزيد البسطامي، وأبي بكر الوراق، وسهل بن عبد الله التستري، وأبي القاسم الجنيد بن محمد.
الصوفية ودور مشرف في المجتمع والتاريخ الإسلامي:
وفي مجال الحديث عن دور الصوفية في توجيه مسار كثير من صفحات التاريخ الإسلامي، يقول الدكتور محمد الزحيلي في كتابه (تعريف عام بالعلوم الشرعية): وقد كان للصوفية والتصوف والمتصوفة، أو ما يعرف بالطريقة شأن في التاريخ الإسلامي. كما كان لها دور بارز في الدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام في بعض القارات والبلاد ، كالطريقة السنوسية في أفريقيا، والطرق المختلفة في جنوب السودان وغرب أفريقيا، كما كان للتصوف ونظرياته ومبادئه اهتمام خاص لدى بعض المستشرقين وعلماء الغرب
ويتابع الدكتور الزحيلي قائلاً :ولا يزال للتصوف أثر واضح في كثير من البلاد الإسلامية ، كما يعتبر صورة مشرقة في نظر بعض المسلمين لنشر الإسلام اليوم ودخول بعض الغربيين عن طريقه إلى الإسلام ، لأنه يغطي زوايا حساسة ومهمة في حياة الأفراد، ويلبي الخَوَاء الروحي والنفسي الذي يعيشه الغربي في حياة الفكرية وحضارته المادية.
ويقول الشيخ الجليل أبو الحسن الندوي في كتابه ( المسلمون في الهند ص 140 ): إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة.. وقال أيضا في كتابه ( روائع إقبال ص 7 ) ولولا وجودهم وجهادهم لابتلعت الهند بحضارتها وفلسفتها الإسلام.
وقال الأمير شكيب أرسلان في كتابه ( حاضر العالم الإسلامي ج 2 ص/393): وإن أسباب هذه النهضة الأخيرة ـ في أفريقيا ـ راجعة إلى التصوف والاعتقاد بالأولياء أي بصدق حالهم وصحة مذهبهم
ويقول رشيد رضا في مجلته ( المنار السنة الأولى ص 726): لقد انفرد الصوفية بركن عظيم من أركان الدين لا يطاولهم فيه مطاول وهو التهذيب علماً وخلقاً وتحققاً .
ويقول الإمام عبد القاهر البغدادي في كتاب ( الفرق بين الفرق ص 189) في بيان أصناف أهل السنة والجماعة : والصنف السادس منهم الزهاد والصوفية الذين أبصروا فأقصروا ، واختبروا فاعتبروا، دينهم التوحيد ونفي التشبيه . إلى أن قال وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).
ما هي أصول علم التصوف ومسائله ؟ :
هذا العلم الهام له أصول ومرتكزات، بيّنها كثير من العلماء في كتبهم التي تحدثت عن التصوف ومبادئه .
قال الإمام النووي شارح صحيح مسلم وصاحب كتاب رياض الصالحين وذلك في كتابه ( المقاصد في التوحيد والعبادة وأصول التصوف ص 20 )
أصول طريق التصوف خمسة
ـ تقوى الله في السر والعلانية، وتتحقق بالورع والاستقامة
ـ واتباع الكتاب والسنة في الأقوال والأفعال. ويتحقق بالحفظ وحسن الخلق
ـ والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، ويتحقق بالصبر والتوكل
ـ والرضا عن الله في القليل والكثير، ويتحقق بالقناعة والتفويض
ـ والرجوع إلى الله في السراء والضراء، ويتحقق بالشكر في السراء والالتجاء إليه في الضراء.
ومسائله: قضاياه الباحثة عن صفات القلوب .
ويتبع ذلك شرح الكلمات التي تتداول بين القوم، كالمقامات، والأحوال، والذكر، والمحبة، والفناء، والخوف، والورع، والتوكل، والتوبة، والرجاء، والكرامة، والتحلية، والتخلية ، وهي مصطلحات لها مدلولاتها في علم التصوف مستمدةٌُ من آيات الكتاب العزيز، وكلام الرسول البشير صلى الله عليه وسلم، وما أثر عن خواص الأمة ورجالها من أقوال شارحة أو أحوال معبرة.
شهادة علماء الإسلام في التصوف وأهله :
لا يشك عاقل عالم في نسبة التصوف والصوفية إلى أهل السنة والجماعة الذين يتمسكون بالكتاب والسنة ، اللهم إلا إذا كان الهوى والتعصب هو الذي يحول بينه وبين البحث العلمي الصحيح.
نقل الفقيه الحنفي الحصكفي وذلك في كتاب ( الدر المختار ج1 ص43 وعليه حاشية ابن عابدين ) أن أبا علي الدقاق رحمه الله تعالى قال : أنا أخذت هذه الطريقة من أبي القاسم النصر أبادي ، وقال أبو القاسم : أنا أخذتها من الشبلي ، وهو من السري السقطي، وهو من معروف الكرخي ، وهو من داود الطائي ، وهو أخذ العلم والطريقة من أبي حنيفة رضي الله عنه ، وكل منهم أثنى عليه وأقر بفضله . ثم قال صاحب الدر معلقاً: عجباً لك يا أخي؟ ألم يكن لك أسوة حسنة في هؤلاء السادات الكبار؟ أكانوا مهتمين في هذا الإقرار والافتخار وهم أئمة هذه الطريقة وأرباب الشريعة والحقيقة؟ ومن بعدهم في هذا الأمر فلهم تبع وكل ما خالف ما اعتمدوه مردود مبتدع .
وقال إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ، وذلك في كتاب الشفا للقاضي عياض شرح ملا علي القارئ ج 5 ص 408 ) : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق .
وجاء عن الإمام الشافعي قوله ، وذلك في كتاب: ( كشف الخفا ومزيل الإلباس فيما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس للعجلوني ج1 ص341 ): حبب إلي من دنياكم ثلاث: ترك التكلف وعشرة الخلق بالتلطف والاقتداء بطريق أهل التصوف
ونقل العلامة محمد السفاريني الحنبلي عن إبراهيم بن عبدالله القلانسي أن الإمام أحمد بن حنبل قال عن الصوفية ( وهذا في كتاب: غذاء الألباب شرح منظمة الآداب ج1 ص 120): لا أعلم أقواماً أفضل منهم، قيل: إنهم يستمعون ويتواجدون؟ قال: دعوهم يفرحوا مع الله ساعة .
فهذه أقوال الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى في بيان فضل علم التصوف ومنزلة السادة الصوفية في الإسلام.
وقال الشيخ ابن تيمية في رسالته ( الصوفية والفقراء ص 18 طبع المنار سنة 1928م ) عن اصطلاح القوم: وهم يشيرون بالصوفية إلى معنى الصديق ، وأفضل الخلق بعد الأنبياء الصديقون ، ولا مشاحة في الاصطلاح ، فمن جمع بين صفاء العلم في أعلى مرتبة من الشهود الجامع لعلم اليقين وعين اليقين وصفاء العمل في أسمى مرتبة من الإخلاص وصفاء الحال في ذروة الصدق والحب الإلهي والمحبوبية ، فادعه من الربانيين ، أو قل من الصديقين ، أو ادعه صوفياً ، فلا جناح عليك فالمسمى واحد وإن اختلفت الأسماء.
وهذا هو العلامة ابن القيم من كبار الصوفية كما ذكر الإمام الحافظ بن رجب الحنبلي في الذيل على طبقات الحنابلة (الجزء الثاني صفحة 448) عن ترجمة ابن القيم بقوله : وكان عالماً بعلم السلوك وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى
وجاء في كتاب ( مدارج السالكين لابن القيم الجزء الثاني من صفحة 307 ) عن تعريف التصوف ما نصه: الدين كله خلق فمن زاد في الخلق زاد عليه في الدين وكذلك التصوف قال الكتاني: التصوف هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.
وقال المفسر الكبير فخر الدين الرازي في كتابه: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ج 2 الباب الثامن في أحوال الصوفية: والمتصوفة قوم يشتغلون بالفكر وتجرد النفس عن العلائق الجسمانية ويجتهدون ألا يخلو سرهم وبالهم عن ذكر الله تعالى في سائر تصرفاتهم وأعمالهم منطبعون على كمال الأدب مع الله تعالى وهؤلاء هم خير فرق الآدميين .
ويقول أبوالحسن الندوي في كتابه: المسلمون في الهند ص 140: إن هؤلاء الصوفية كانوا يبايعون الناس على التوحيد والإخلاص واتباع السنة.. وقال أيضا في كتابه: روائع إقبال ص 7 ولولا وجودهم وجهادهم لابتلعت الهند بحضارتها وفلسفتها الإسلام.
وهذا هو رأي الشيخ محمد بن عبدالوهاب في التصوف والصوفية وثناؤه عليهم كما جاء في القسم الثالث من مؤلفات الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب جزء " فتاوى ورسائل" في الصفحة (31) المسألة الخامسة، سئل رحمه الله عن مسائل مفيدة فأجاب( اعلم ـ أرشدك الله ـ أن الله سبحانه وتعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى الذي هو العلم النافع، ودين الحق الذي هو العمل الصالح).
فإذا كان من ينتسب إلى الدين: منهم من يتعاطى بالعلم والفقه ويقول به كالفقهاء، ومنهم من يتعاطى العبادة وطلب الآخرة كالصوفية، فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين " أي الفقه والتصوف". وهكذا يثبت الشيخ محمد عبد الوهاب أن الصوفية سندهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وإليه ينتسبون.
وهذا هو الإمام الحافظ الذهبي يذكر في ترجمته للمحدثين كثيراً من الصوفية ننقل منهم على سبيل المثال ماجاء في تذكرة الحفاظ الجزء الثالث في صفحة 1070 (الماليني) الحافظ العالم الزاهد أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص الأنصاري الهروي الماليني الصوفي ويعرف أيضا بطاووس الفقراء وجمع وحصل من المسانيد الكبار شيئاً كثيراً وكان ثقة متقناً صاحب حديث ومن كبار الصوفية.
وفي صفحة1092 (أبو نعيم) الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد ابن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي.
وفي نهاية الجزء الرابع وهو الأخير من تذكرة الحفاظ مانصه ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي وسمعت منه جمله وكان ديناً خيراً متصوفاً متعففاً.
ويقول الذهبي عن نفسه : سمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود ابن أبي بكر الأرموي ثم القرافي الصوفي.
وسمعت من الإمام المحدث الأوحد الأكمل فخر الإسلام صدرالدين إبراهيم ابن محمد بن المؤيد بن حموية الخراساني شيخ الصوفية .
الانحراف الدخيل على التصوف:
ولكننا من باب الأمانة والاحتراز لا نجد بداً من التنويه إلى ما تسرب إلى علم التصوف خلال ما بعد القرن الرابع الهجري ، وفي غفلة من بعض علمائه عن الاستمساك بالعلم الشرعي ، من أفكار دخيلة عليه وعلى الإسلام، يتبرأ منها كل مسلم، وينفيها عن التصوف الأصيل كل عالم متمكن، ويجهر بمحاربتها كل غيور، مع التذكير بأن قواعد هذا العلم الصافية لا تزال واضحة لكل ذي عينين، باحث عن الحقيقة، بعيد عن التشويش، مشمر عن ساعد الجد في الإقبال على الله.
إن تلك الشوائب الدخيلة لا تضر بأصله، ولا تغير بأهله، فما هي إلا كسحابة صيف أمام شمس ساطعة.
المراجع الأساسية في التصوف:
ولقد كتب علماء الإسلام كتباً كثيرة جداً في هذا العلم ، بل إن مبادئ التصوف وكتبه وأوائل ما سطر فيه يبدأ من منتصف القرن الهجري الثاني، من أمثال كتاب الزهد لعبد الله بن المبارك، وكتاب الزهد لأحمد بن حنبل.
ولكن أشهر كتب التصوف الأصيلة هي على وجه الإجمال ما يلي:
1ـ حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم الأصبهاني المحدث العالم،وفي كتابه هذا جمع أبو نعيم ترجمة ثلة كبيرة من أعلام الإسلام المتصوفين وأقوالهم وحكاياتهم.
2ـ الرسالة القشيرية لأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وهي رسالة لطيفة جامعة لمبادئ التصوف ومسائله ورجاله.
3ـ التعرف لمذهب أهل التصوف لتاج الإسلام أبي بكر محمد بن إسحاق الكلاباذي الحنفي.
4ـ إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي الطوسي. وهو كتاب ضخم من أنفس كتب الإسلام وأغزرها معاني وتحليلات وفوائد وتوجيهات..وكذلك كتب الغزالي الأخرى كالمنقذ من الضلال، والأربعين في أصول الدين.
5ـ قوت القلوب في معاملة المحبوب، ووصف طريق المريد إلى مقام التوحيد لأبي طالب محمد بن علي المكي.
6ـ عوارف المعارف لعبد القادر بن عبد الله السهروردي
7ـ كتب الحكيم الترمذي أبي عبد الله محمد بن علي.
8ـ كتاب حقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى الحلبي.
9ـ كتاب تنوير القلوب في معاملة علام الغيوب للشيخ محمد أمين الكردي.
10ـ كتاب تربيتنا الروحية للشيخ سعيد حوى وكذلك كتبه الأخرى في هذا المجال.
11ـ الحِكَم لابن عطاء الله أحمد بن محمد بن عطاء الله السكندري المعروفة بالحكم العطائية.
12ـ مدارج السالكين شرح منازل السائرين لابن القيم.
13ـ معراج التشوف إلى التصوف لابن عجيبة.
وأخيراً :
نعم ... لقد كان التصوف هو العلم المتمم لعلم الفقهاء والمحدثين وأهل الفتيا. ولم يكن نقيضاً له ولا ضداً.
يقول ابن خلدون في مقدمته: صار علم الشريعة على صنفين:
صنف مخصوص بالفقهاء وأهل الفتيا، وهي الأحكام العامة في العبادات والعادات والمعاملات..
وصنف مخصوص بالقوم ـ أي الصوفية ـ في القيام بهذه المجاهدة ومحاسبة النفس عليها والكلام في الأذواق والمواجيد العارضة في طريقها وكيفية الترقي فيها من ذوق إلى ذوق. والله أعلم
منقول.
__________________
لآلِ البيتِ عزٌ لا يزولُ ... وفضلٌ لا تحيط ُبهِ العقولُ
كفاكم يا بني الزهراء فخراً ... إذا ما قيل جدكم الرسولُ
أبوكم فارسُ الهيجا عليٌ ... وأمكم المطهرةُ البتولُ