كانت البداية مقتل شاب على أيدي الشرطة البريطانية، الخميس الماضي، والنتيجة قنابل حارقة وأعمال بلطجة وعنف، بدأت السبت، من قبل بعض المواطنين ضد الشرطة، احتجاجًا على قتل الشرطة لشاب يدعى مارك دوجان (29 عامًا)، وهو أب لأربعة أطفال.
وكان دوغان، قد لقي حتفه برصاص الشرطة أثناء عملية اعتقال تم خلالها توقيف سيارة أجرة كان على متنها.. الأمور لم تستقر منذ مقتل (دوجان)، بل زادت سخونة وضبابية، زادت أعمال الشغب، مما دعا الشرطة إلى اعتقال العشرات من المحتجين. وتفيد التقارير أن مجموعات من الأشخاص ألقت قطع الحجارة على الشرطة بمنطقة هاكنى، وقام بعض الشباب المسلحين بالقضبان المعدنية والعصى بتحطيم العديد من سيارات الشرطة، بينما احتشد قرابة الـ 300 شخص خارج قسم الشرطة في شارع (هاي ستريت) يطالبون بـ (العدالة).
كما ألقى محتجون قنابل حارقة على أفراد الشرطة بمنطقة توتنهام ومحل تجاري ما أدى إلى اشتعال النيران في سيارتي شرطة وحافلة، وبعد زيادة وتيرة الاحتجاجات والسلب والنهب وأعمال الشغب، قررت لجنة الشكاوى المستقلة في إدارة الشرطة فتح تحقيق لمعرفة سبب إطلاق النار على دوجان.
في مدينة بيرمينجهام تعرضت عدة متاجر لهجمات وعمليات نهب وقام مثيرو الشغب بتحطيم واجهات هذه المتاجر، وقال شاهد عيان إنه تم تحطيم النوافذ فى مطاعم ماكدونالدز وأحد المتاجر بالقرب من كاتدرائية بيرمينجهام، كما شق مثيرو الشغب طريقهم إلى بعض المتاجر لنهبها، وتقوم الشرطة بتفريقهم، ولكنها تتعرض للرشق بالزجاجات والحجارة، أما في منطقة لويشام أشعل مثيري الشغب النار في عدة سيارات، بينما تم اشعال النيران فى أحد المتاجر وأتوبيس فى منطقة بيكهام.
وذكرت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت ما يزيد على مائة شخص، ليل الأحد، بالإضافة إلى 61 آخرين اعتقلوا يومي السبت والأحد، وتوجيه الاتهام إلى 17 منهم.
العنف بلندن وقالت الشرطة إن مجموعات من الشباب تواصل استهداف المحال، إلا أن السلطات الأمنية قامت بإرسال المزيد من التعزيزات إلى شوارع المنطقة التي يجتاحها العنف منذ السبت، وندد داونينغ ستريت، مقر الحكومة البريطانية بالأحداث في بيان، جاء فيه: ''أعمال الشغب في توتنهام الليلة الماضية أمر غير مقبولة البتة.. فليس هناك ما يبرر الاعتداء على الشرطة أو العامة أو الممتلكات''، بينما أدانت الداخلية البريطانية أحداث الشغب ووصفتها بأنها أعمال إجرامية، وقالت إن مرتكبيها سيواجهون عاقبة أعمالهم ، وسيتم تقديمهم إلى العدالة.
من جانبه، قرر بوريس جونسون، عمدة لندن - الاثنين، قطع عطلته من أجل متابعة تطورات الموقف، فيما عادت وزيرة الداخلية، تيريزا ماي، من عطلتها لتجتمع مع قادة الشرطة لبحث سبل الرد على أحداث العنف، كما قرر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، هو الآخر، قطع عطلته في ايطاليا ليعود إلى لندن للتصدي لأحداث الشغب المتصاعدة في العاصمة.