" إنما هي ثورة "
من قواعد النحو في لغتنا العربية اذا دخلت " ما" على "إن" او احد اخواتها تبطل عملها ومازلت اذكر المثال الذي كان يوضح هذه القاعدة في كتاب النحو هو " إنما هي ثورة "
وبدخول " ما " على إن ابطلت عملها واصبح اعراب الجملة "هي " مبتدأ و "الثورة" خبر !
لا اعرف لماذا عند كل حدث بعد الثورة اتذكر هذه القاعدة واتسائل كم "ما " دخلت على ثورتنا لتجعلها خبر
تذكرت هذه الـقاعدة مؤخراً عندما قرأت عن دعوة مليونية جديدة يوم الجمعة 27 مايو!
تركت "ما" جانباً لأتسائل ماذا يريد هؤلاء وما هي الجدوى في هذا الوقت لإقامة هذه المظاهرة !! وكم " ما " تكمن وراء هذه الدعوة ، وكم من هؤلاء الدعاة يريد اضافة هذه الـ " ما " لثورتنا عن عمد ومن يضيفها بحسن نية ، وهل تصلح النية الحسنة "ما" الباطلة
وحين استعذت بالله من شر هذه الـ "ما " واغلقت بابها وباب كل اداة باطلة تمتد إلي ثورتنا البيضاء انفتح باب آخر من ادوات الاستفهام !
هل اصبحت المظاهرات في مصر هي شغلنا الشاغل
نتظاهر في سبيل الديمقراطية ونتظاهر لتنفيذ احكام ونتظاهر لاقالة شخص ونتظاهر لتعيين شخص ونتظاهر لمطلب قومي ونتظاهر لمطلب شخصي!ونتظاهر لكاميليا ونتظاهر لعبير!
لماذا نريد ان تفقد المظاهرة قوتها وتأييدها الشعبي !
لماذا نريد ان نفرغ التظاهر من مضمونة ويصبح تسليه ونشاط كأي نشاط نمارسة لنشغل اوقاتنا به
واذا اتفقنا على ان هناك اسباب وجيهة للتظاهر هل هذا الوقت مناسب للتظاهر !
ولماذا نضغط على الحكومة ونستعجل نتائج الثورة
هل نريد قطف الثمرة قبل نضجها
هل نريد اجهاض الحمل قبل اكتماله
وهل من العقل ان نستمر في مطاردة فلول النظام السابق حتى على انقاض الوطن
وهل دعاة التظاهر هم من يتعقب فلول النظام ام هم فلول النظام من يدعون إلى هذه التظاهرات
هل هناك فرق بين من سرق الوطن فانهار ومن ترك الوطن ينهار وراح يطارد الفاسدين
المحصلة واحده يا سادة !
هل اذا اشعل احدهم النار في دارك تترك النار تلتهم دارك وتطارده ام تطفئ النار اولاً ثم تتعقبه
يا ايها السادة ارفعوا ايديكم عن الثورة واتركوها تمضى في طريقها الصحيح
ولا تخرجوها عن مسارها ، اتركوها تكمل الثوب الذي غزلتموه لها
ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً.
اتركوا الثورة فهي بقوة شبابها ودماء شهداءها قادرة على تحقيق اهدافها ولا تقذفوها بما يبطل عملها