لو فشلت ثورة 25 يناير لكان الدكتور مصطفى الفقي يطل علينا من الشاشة الصغيرة ضيفا على ( مصر النهاردة) وقد استخرج كل ما لديه من كلمات الثناء والمديح في طاغية مصر، وأعطى دروسا للثوار الفاشلين( لا قدر الله) لأنهم لم يستوعبوا عبقرية القائد وزوجته وابنيهما.
الآن بعدما فتحت ثورة الشباب الأبواب والنوافذ ليتنفس عباقرة الفكر والادارة والعلم والثقافة الذين منعهم النظام البائد من أي اطلالة على الجماهير، قررت الحكومة المصرية أن مصر صكّت وجهها وقالت عجوز عقيم، وبالتالي فإن استدعاء أحد رجالات مبارك ليمثل مصر الشبابية الجديدة في جامعة الدول العربية هو الخيار الوحيد حتى لو ضحك العرب علينا فهم يعلمون أن أرض الكنانة (ولادة) وتستطيع أن تمدّ الجامعة المشلولة بمن يحييها، ويرمم عظامها، وينفخ فيها روح الوطن الحر الخارج من ميدان التحرير.
الدكتور مصطفى الفقي في الجامعة العربية كعمرو موسى في قصر العروبة، كل واحد منهما تتلمذ على يدي السفاح مبارك، وإذا أراد المصريون دفن جامعة الدول العربية فعليهم بالتمسك بالدكتور مصطفى الفقي أمينا عاما لها، أما لو أرادوا اعادة تقزيم مصر، وتحجيمها فعليهم بانتخاب عمرو موسى فهو أوفى وأخلص تلامذة مبارك، ويستطيع أن يجعل أم الدنيا نسخة مصغرة من جامعة الدول العربية في عجزها، وضعفها، ووهنها، وكسلها، واهدار ميزانيتها.
مصر قادرة على تقديم صف طويل للأمانة العامة للجامعة من أفضل ما أنجبت أرضها الخالدة، فلاتحرجونا أمام أشقائنا العرب، ولا تدفعوا شباب الثورة أن يقوموا بمليونية جديدة تطالب بسحب ترشيح الدكتور الفقي.
والوطن العربي الكبير أيضا قادر على ترشيح شخصيات لا تقل عمن ترشحهم مصر للأمانة العامة، وفي مقدمة هؤلاء الوزير المغربي السابق محمد بن عيسى أمين عام مهرجان أصيلا، والسيد سليمان ماجد الشاهين وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية ( السابق )، والدكتور منصف المرزوقي الحقوقي والأستاذ الجامعي والسياسي التونسي، والخصم الأول لطاغية تونس ( البائد ) زين العابدين بن علي، والدكتورة ليلى شرف الاعلامية الأردنية والوزيرة السابقة والمثقفة والشجاعة والتي لم تقدم أي تنازلات للسلطة عندما كان الكثيرون يستبدلون بمبادئهم رضا القصر، والدكتور سعد الله أغا القلعة الموسيقى والفنان والمثقف السوري، و...
إنني أدعو من قام بترشيخ الدكتور مصطفى الفقي أن يسحب ترشيحه فورا، فمصر أكبر من كل تلامذة مبارك، فلا تجعلوا مصريا جديدا يدفن جامعة الدول العربية بعدما أصابها عمرو موسى بالضعف والمرض.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال