من يوميات عميل فى رابعة

وسام البرادعي
من يوميات عميل فى رابعة

لا أعلم ولا أدري لماذا اتجهت هذه المره الى كتابة مقال صغير , هل لأن الأمر يتطلب كتابة عددحروف يزيد عن عدد حروف التويته أو الاستيت في التويتر والفيس بوك ؟!ما أعلمه عن المقال انه لابد من وضع عنوان له , نعم انا العميل البرادعاوي الذي اقتحم اعتصام رابعه.التعريف بنفسي: وسام البرادعي , ويكفي لقب العائلة لتوضيح ماهيتي السياسية , منعاًللمزايدات وان كنت لا أبالي بها , مادام الضمير حي. لقد ذهبت بنفسي إلى اعتصام رابعة العدوية , ودخلت من البوابة الرئيسية وقمت بإشهار ظهرالبطاقة من أجل اخفاء لقب العائلة وعرفته بنفسي "دكتور صيدلي وكنت جوه من شويه ياباشاولسه موريك البطاقة " فسمح لي بالدخول لأرى مشهد لم أراه منذ آخر مره شاهدت فيلم منأفلام المسلمين والكفار القديمه , وجدت دولة داخل دولة , وبشر غير البشر , ربما فيهم منيعيش بجواري طوال العام ولكن تغيير سلوكه تماما حينما اجتمعوا سوياً , ليشعر كل منهم أنهالآن عاد الى دولة الخلافه والاسلام , وهذا الاعتصام ما هو الا اعداد وتجهيز لمعركة أو فتحاسلامي .. من هؤلاء؟! ومن أجل الإجابة على ذلك السؤال فلابد من "فلاش باك" وقتما كان الإخوان يبحثونعن داعمين لهم في قضيتهم منذ عشرات السنين , هؤلاء هم أبسط الطبقات في القرى , والذين خرجوا للحياة فوجدوا من أسرتهم الصغيره ما لم يفتخروا به , وباقتناص الاخوان لهم تكونت لديهمعقيدة الأسرة الجديدة , والتي يزداد فيها الانتماء لها عن الانتماء للأسرة الأصل , لأنهم وجدوامنها ما لم يجدوه ولم يكن ليجدوه في اسرتهم من مأكل وملبس وشرب واحتضان لكافة أنواعالحياة , ليدخلوا في رحاب حياة جميله من وجهة نظر احتياجاتهم , قبيحه ومتدنية من وجهة نظرمن يدركها , لأن الجماعة فعلت ذلك ليس من أجل رعاية قوم , ولكن من أجل رعاية الجماعةنفسها , فخرجت لنا بقطيع من الأسر لايدرك أي من المواقف السياسية التي يتم اقحامه بها , لايرى سوى ضباب وضعه أمامه مجموعة من القيادات التي تستخدم وطن بأكمله كوسيله لتحقيقهدف أكبر لهم وهو هدف وهمي غير قابل للتحقيق لا في هذا الزمان ولا ذلك المكان .. لا أخفي عليك سراً يا صديقي فقد كنت مضطرباً من تواجدي في ذلك الاعتصام , وكنت أريدالخروج في اسرع وقت , ولهذا فقدت الفرصة في رؤية صديقي في العمل الذي قال لي أنه كانبنفس المكان معتصماً , وكذلك بعض من أهل بلدتي التي أعرفهم شخصياً وأكدوا لي أيضااعتصامهم هناك , وآخرين من أصدقاء أعرفهم بالاسم فقط . ولكنهم جميعاً بلا استثناء -من وجهةنظري - مغيّيبين عن الواقع تماماً . ولكنهم -وان شئتم قولوا للأسف- مصريين . لحظة من فضلك قبل التطاول , اطلاقاً لا أقصد بكلمة "مصريين" من حمل سلاح أو استباح دم أيانسان داخل حدود الوطن , فهذا بنظري قد سقطت عنه الجنسية بعدما سقطت عنه انسانيته ,لا أقصد ابداً أن أقم بتشبيه أصدقائي ومن بأهل بلدتي المعتصمين بقيادات الجماعة السرطانية ,لا أرى في تلك القيادات أحد وطني أو حتى مصري حين يتاجر ويستغل المعتصمين أحياءاً وأمواتاً .من المؤكد أن هناك من هو ارهابي داخل المعتصمين , ولكن من المؤكد أيضاً وجود من أعرفهمشخصيا داخل الاعتصام من الموهومين ولكنهم أبداً ليسوا ارهابيين وغير مقتنعين بوجود ذلكالارهابي بجانبهم , من المؤكد أن قيادات الجماعة والاعتصام هم أساس الخراب , ومن المؤكدأيضاً أن أتباعهم ليس بالضرورة يحملون نفس النيه , من المؤكد أن ذلك الاعتصام له أثره السيءللغاية على أمن مصر القومي واقتصادها , ومن المؤكد أيضا أن المُغيبين لا يدركون سوى العكس , من المؤكد أن فض الاعتصام ضرورة وفرض نظراً لما يتم استخدامه كدروع لارهاب المواطنين ,ولكن من المؤكد والمؤكد جداً أنه ليس الحل الأخير لمنع أي عمليات ارهابية أخرى حتى بعدالاعتصام ! ما أود ان أقوله من تلك السطور العبثية , هو ان فض الاعتصام بالقوة سيقضي على بعضالارهابيين مصحوب بعدد كبير من الأبرياء , ولا يقتلع جزور الإرهاب. لهذا أرى أن فض الاعتصامبالقوة خسارة تجلب لنا خسارة أكبر فيما بعد لتحقيق مكسب يبدو لنا مهيئاً ولكنه بوجهة نظريللأسف سراب , فالعنف لم ولن يولد إلا العنف. ربما أكون عاجز عن ايجاد حل سياسي كامل بديلاً عن الحل الأمني رغم انه ليس دوري كمواطنبل دور القائمين على السلطة , أتمنى أن تتعامل الأجهزة الأمنية مع المعتصميين كمختتطفين ,أن يحاصروهم , يفاوضوهم , بل إن وضع قوانين استثنائية لاعتقال أي أحد وخصوصاً القياداتالخبيثة أهّون لدي من سيل الدماء الذي ببدايته لن ينتهي سيل الدماء مستقبلاً أبداً . أعلم أن كلامي هذا يزعج الكثير حتى ممن يعلموني جيداً ولكن أرى أن ذلك الغضب ليس بسببرفضي لفض الاعتصام بالحل الأمني , ولكن بسبب غياب الحل السياسي عن المشهد الحاليوالمسؤل عنه كل من بالسلطه ولا أستثني أحداً , وبمقدمتهم الأجهزة المخابراتيه العامه منهاوالعسكرية . ولهذا رأيتم – بحسن نيه - من الحل الأمني هو الملاذ الأخير , وأعليتم -وأقدرموقفكم- مصلحة الوطن فوق أي شيء , ولكني أقول -بعيداً عن الشعارات والمباديء -وسأستخدم عكس نهج أبو اسماعيل حينما قال"وايه يعني يموت 10 الاف من أجل أن يعيش 90مليون" وأقول :فلترحل رابعة العدوية نفسها إلى الجحيم وليبقى دم البريء مُصان حتى وان كانفرداً واحداً . سيدي من بالحكم: أرجوكم قوموا بفض اعتصام رابعة , ولكن دون سقوط نقطة دم أحد بريء , فإناستطعتم لن ينسى لكم التاريخ براعتكم , وان عصيتم فسأدعو الله ألا يأتي عليا اليوم الذيتقاوموني أمنياً لأنه كما تدين تدان , ولا أحد منا حتى المؤيدون لفض الاعتصام يثق في الأجهزةالامنية الحالية.نعم أعلم انه لو فعلتم ستقاومونني حتى لو بحجة الإرهاب الذي يسهل اصطناعه مثلما حدث من قبل في ثورتنا . في النهاية لم أجد أفضل من رأي أحد المسؤلين عن صفحة "أنا البرادعي" ليعبر عن رؤيتي تلكحينما قال:فيه شوية حقائق محتاجين نعرفها أياً كان بعضنا هيختلف معاها ولا لأ : الاخوان بيشكلوا خطر ؟ اه رابعة فيها سلاح ؟ اه بيستخدموا السلاح ده في محيط رابعة ؟ لأ لو حصل فض للاعتصام بالقوة هيستخدموه ؟ اه هيقع ضحايا كتير ؟ اه ولو الاعتصام اتفض، الاخوان هيرجعوا بيوتهم تاني خلاص ؟ لأ هينزلوا الشارع تاني ؟ اه يعني الحل الأمني هيحقق النتائج المطلوبة ؟ لأ محتاجين حل أذكى من الحل الأمني ؟ اه ولو معندناش حل أذكى من الحل الأمني ؟ يبقى عندنا إدارة فاشلة وهنفضل في نفس الدوامة دي.تقبلوا تحياتي ورؤيتي بكل هدوء ولا داعي بوصفي بعميل رابعه فقد استاءت العائلة كلها من تلكالكلمة , وان شئتم فقولوا اني عميل في رابعه , عميل للإنسان في رابعه!