مرسى الزناتى يا مينز

مرسى الزناتى يا مينز
محمد فتحى
يبدو المشهد عبثياً لكنه ليس بمستغرب عن السياق العام الذى نعيشه فى مصر.
مرسى وسط أهله وعشيرته الذين تم شحنهم من المحافظات.
وسط بعض مؤيديه السلفيين الذين يعملون فى السياسة الآن بدوام كامل بعد أن كانوا يعملون مع أمن الدولة part time.
يسارع فى استقباله صفوت حجازى أشهر من روّج له وباس إيده وينحنى ليهمس له وهو فاشخ ضبه ليوحى بأنه صاحب حظوة عند الرئيس المسلم الذى يصلى الفرض بفرضه.
يعانقه إرهابى سابق قتل من الأنفس ما يصعب عليه بعدها أن يفرق بين حرمة دم المسلم والفراخ البلدى.
ويصحبه دعاة وشيوخ كانوا سبباً فى الحشد له حتى ينجح فى مواجهة عبثية أخرى (بضم الهمزة وربما بفتحها) مع مرشح النظام السابق.
ويقف أحدهم ليشكر الله على أنه مد فى عمره حتى يرى حاكم مصر مسلماً ويبكى تأثراً بآيات الذكر الحكيم.
بينما الصالة المغطاة التى تحتمل عشرين ألف متفرج معلقة عليها لافتات تؤكد أن ما فيها الآن مليونية لنصرة الشعب السورى، والهتافات الغبية تؤكد أن مثلهم الأعلى هو القذافى أو الخواجة مشجع الزمالك.
(زنجة زنجة دار دار.. بكره ندوسك يا بشار)
هؤلاء تستطيع حشدهم برسالة موبايل، أو بادعاء أنك تريد نصر دين الله وعزته على الملاحدة والكفار.
(مرسيييى.. مرسيييى.. هووووه هووووووه)
هؤلاء يعتبرون الأمر (ماتش كورة) يجب أن ينتصروا فيه على الفريق الخصم، وكأنهم سيحملون بعده (الكأس). علاقتهم الوحيدة بسوريا مثل علاقتهم بأبو مازن وأبوعمار..
هؤلاء يريدون «جهاد ديليفرى».
هتافات كومبو.. مسيرة + فرايز (بطاطس فريسكاس).. هابى ميل للأطفال مع دعوتين (يا رب خُد بشار)..
ثم ها هو أحد مشايخ الندامة الذى كنا نحترمه حين دعا للنزول ضد مبارك، يتلوث بالسياسة ويغرق فى أوحالها ليؤكد أن هؤلاء النازلين يوم 30 ضد الإسلام ويدعو عليهم.. (حاجة ساقعة هنا يا ابنى للشيخ محمد عبدالمقصود).
حتى القرآن الكريم الذى يبدأون به (الليلة).. يتلوه أحدهم على طريقة القراء الخليجيين وشيوخ الوهابية، وليس حتى بالمدرسة المصرية الأصيلة التى علمت كل العرب حلاوة التلاوة.
والآن.. أيها المجتمعون فى هذا الصوان.. من سالف العصر والأوان.. يخطب فيكم الرئيس مرسى القوبوطان.. ليرضى أوباما أفندى القوروصان، ويتباهى بالجمع الغفير، ويطلق الحنجورى الذى لم يطلقه ضد إسرائيل، ليقطع العلاقات مع سوريا البلد التى كانت فى حالة (وحدة) مع مصر فى الستينات، والتى أكد لرئيس روسيا (بوتين) أنه على (وفاق) معه فى المواقف من سوريا!!!، ويضرب عرض الحائط بأحلام السوريين المقيمين فى مصر إذا أرادوا العودة الآن لسوريا للاطمئنان على ذويهم، وبالمصريين الذين يرتبطون بعلاقات نسب ومصاهرة فى سوريا، وهو ما لم يفعله مع البلد العدو (إسرائيل).
ويوم (الاستاد) إذ أعجبتكم كثرتكم أيها الإسلاميون فوجهتم رسائل مبطنة لمعارضيكم بأنكم ستقفون ضدهم، وأخرجتموهم من الملة، واعتبرتموهم ضد الدين، وقلتم كل ذلك أمام رئيسكم الذى يثبت يوماً بعد يوم أنه رئيسكم وحدكم، لم تدركوا أنكم بذلك تزيدون من كراهية الناس لكم، وتساهمون فى حشدهم للنزول يوم 30 يونيو.
فلا نامت أعين الرؤساء.

وسط بعض مؤيديه السلفيين الذين يعملون فى السياسة الآن بدوام كامل بعد أن كانوا يعملون مع أمن الدولة part time.