محمد المعتصم | 26-08-2010 00:47
منذ أن سمعت وزير الثقافة، فاروق حسني، يقول في مؤتمر صحفى " رفقا بالقوارير" ، وأنا أرفق به ولا أهاجمه الا فيما ندر، أشعر أن الهجوم عليه، في بعض الاحيان، هو أداة لاثبات الرجولة، باعتباره لا يصد ولا يرد ولا يلجأ للقضاء، مفضلا السكوت حتى لاتزيد الأمور اشتعالا، لكنه يتفنن في وضع نفسه في بؤرة الهجوم، تارة بتصريحاته وتارة بالكوارث التى يرتكبها هو ومن معه، من معاونين تحولوا الى أصحاب حظوة وسلطة وجاه وسوابق.
قبل سنوات كان الوزير في طائرة متجهة الى أسوان، في إحدي المناسبات الثقافية، كان معه خالنا عبد الرحمن الأبنودي، والكاتب وحيد حامد والكاتب عاصم حنفي وآخرون، أغمض الوزير ونام، بينما انهمك الجميع فى الاستماع لقفشات الأبنودي، وبينها جمعية يتامى الأم، التى سأل عنها أحد معاوني الوزير وكيفية الانضمام اليها، فقال له وحيد حامد، أولها أن يكون يتيم الأم، وثانيا أن يكون صعلوكا، والشرط الأهم أن يجيب بصراحة عن أسئلة مجلس إدارة الجمعية، قال المسئول: أنا يتيم الأم وعشت الصعلكة على أصولها في أوروبا وأمريكا، فأحاله وحيد حامد الى الأبنودي للخضوع لتجربة الصراحة والاجابة عن الأسئلة، نظر الأبنودي الى وزير الثقافة فوجده نائما، فقال للمسئول: كم سرقت من آثار مصر، جاء السؤال كالصاعقة على المسئول الذى ارتبك، قبل أن يفيق على صوت الوزير وهو يقول " ما تجاوب يا فلان"، فرد بنعومة لا مش لاعب معاهم.
كان الوزير فاروق حسني نائما بالفعل، أو هكذا تخيله الجميع، لكنه أعلن أنه موجود في اللحظة المناسبة، من وقتها وأنا لا أصدق من يقول ان فاروق حسني، لا يعلم بالمخالفات ولا يدرك ما يفعله معاونوه، ولا يعرف الفرق بين أيمن عبدالمنعم ولا فاروق عبد السلام، ولا بين ياسر سكرتيره الخاص وسكر موتوسيكل، عامل التوصيل السابق، فاروق حسني يعرف الجميع ويعرف ما يفعله كل واحد منهم، لذا لاداع للكلام عن أن الوزير لا يعرف أن اجراءات التأمين في المتاحف صفر، ولا أن متحف محمود خليل، الذي يضم لوحات ومنحوتات تتجاوز المليارين من الدولارات، كاميرات المراقبة معطلة فيه، الم يتوقف الوزير أثناء مروره اليومي باليخت بتاعه ليشاهد المتحف، الوزير هو أحد قلائل في مصر يفضلون الذهاب الى العمل باليخت، بعيدا عن السيارات واشارات المرور، يصحي الصبح يغير هدومه أو مش مهم يغيرها في اليخت وينزل من قصره في منيل شيحه- المجاور لقصر مالك المصري اليوم – الي الوزارة في كورنيش الزمالك، لم يتوقف الوزير ولم يشاهد الانفلات الذي يصل الى درجة التهريج، مع لوحات فنية عالمية تخصص لها الدول المحترمة خدمات أمنية ومراقبة 24 ساعة، لكن الوزير الفنان لم يدرك أن هناك لوحات في مصر، أهم من لوحاته التافهة التى تؤمنها فيالق، عند عرضها حتى تتخيل انهم هيرشوا تحتيها كل يوم ميه، من الحسوكة الزيادة عليها، من يكون فان جوخ لنهتم به، أصلا ومن يكون خليل أو مختار أو الجزار لنهتم يتراثهم وما اقتنوه، ولماذا أنفقوا أموالهم على شراء مقتنيات مكانها الطبيعي متاحف اللوفر والمتروبوليتان و الإرميتاج، حيث الدقة والاهتمام والأمن الذى يعرف دوره الطبيعى، لا أن يترك دوره ويتفرغ لضرب المتظاهرين، واحتجازهم وتعذيبهم والتجني عليهم وتلفيق التهم، وما أن يأتى رمضان حتى يترك البلد باللي فيها ويتفرغ لمطاردة كام عيل فاطر في رمضان، ليثبت أنه مسلم وبيعرف ربنا.
فضيحة مابعدها فضيحة، كل الصحف العالمية لا حديث لها الا عن زهرة الخشاش، والتريقة علينا، بل ان هناك مواقع علي شبكة الانترنت، أكدت أن أسهل طرق الثراء هو السفر الى مصر لسرقة أي شيء، بداية من الآثار الموجودة في المخازن، وحتى اللوحات التي لا يعرف أحد قيمتها ويتركونها لصبيه- أقصي ما يعرفونه عن الفن هو لوحات وزير الثقافة- مرورا بمناطق تاريخية تحتفظ بألاف القطع النادرة التى لا تقدر بثمن، زيارة واحدة لمصر تصبح بعدها مليونير وتعيش حياتك بفضل الوزير الفنان، والشرطة المدرسية التى يعتمد عليها، لم يستفد الوزير، ولم يعتبر من كل المصائب السابقة، لكنه مستمر في نفس نهجه بتحميل الأخطاء والكوارث الى معاونيه، وكله بالقانون وبالورق، وهي كارثة بمعني الكلمة، لانك ستعلن كل يوم عن اختفاء شيء، في ظل نفس سياسة عدم محاسبة المسئول الحقيقي وعدم الاستفادة من الاخطاء، وبعد كده يقولك رفقا بالقوارير ، اللهم إني صائم
moutasem_2@hotmail.com