خياران لا ثالث لهما!
نحن أمام خيارين يمثلان الحياة أو الموت، الله أو الشيطان، التقدم أو التخلف، مصر المشرقة أو مصرستان المتعفنة.
يتحقق أحد الخيارين بالآتي: الاحتجاج أو الصمت، الرفض أو الطاعة، الإيمان أو الكفر، الحرية أو القيد، الشجاعة أو الجبن.
إذا لم تكن متصورا ومتخيلا عدد الشهداء التي ستقدمها بلدك حتى تصل إلى مرحلة المذابح الجماعية والإبادة باسم الدين والاغتصاب خلف زعم رضا السماء، فستخجل من نفسك يوم خروجك في جنازة وطنك، وإذا استبعدت من ذهنك حقيقة أن الجماعات الدينية وعلى رأسها الإخوان والجهادية السلفية يقتربون من بيتك استعداداً لاغتصاب أهلك ومصادرة ممتلكاتك وربط رقبتك في سلسلة طولها سبعون ذراعاً فقد أعمى الله بصيرتك، فكل ذرة تراب من أرض مصر الطاهرة تصرخ في طبلة أذنيك أن انهيار مصرنا بدأ يوم أن أمسك الأوغاد المصحف وهم ينتهكون حرماتك تماما كما فعل جمال مبارك في المحكمة العبثية وهو يحتضن المصحف الشريف وذهنه مشغول بالانتقام من المصريين، وكما فعل الملك الحسن الثاني في الدروس الحسنية وهو يستمع لكبار علماء العالم الإسلامي يُفسرون له كتاب الله العزيز وهو ساهم في درجات التعذيب السبع في معتقلاته التي تنتهي بوضع حفنة من الملح في عمق الجرح الذي أحدثه السكين في جسد أحد معتقليه.
إذا كنت ماتزال تهلل للشيطان وهو يقرأ على مسامعك آيات بينات من القرآن الكريم، فدع الإخوان والسلفيين يتحكمون في حياتك فستتقاسم ذنوبهم معهم، ولن تكون لكَ أمام الله حجة واحدة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 2 مارس 2013