شرف التبول!
أعياني البحث عن النخوة والشهامة والكرامة فلم أجدها إلا في شباب الثورة ونساء مصر.
أفغنة مصر أصبحت على مرمى حجر من الجميع ولكن على طريقة الاخوان والسلفيين من رافضي الوطنية وكارهي عَلَم مصر والمؤمنين بطزها العاكفي.
شهامتنا أقل من شهامة أرنب جبان عندما نرى نساءنا وزوجاتنا وبناتنا يتعرضن للضرب، والسحل، والتحرش الجماعي.
مشهد المرأة المصرية، الأم والزوجة والابنة والأخت والزميلة، تتعرض للرجم بالحجارة على مرأى من أهل المنصورة، وأغلب الظن فإن محمد مرسي كان يجلس في قصره المعمور يشاهد مع المرشد والشاطر وأبو إسلام ومحمود شعبان وعبد الله بدر ووجدي غنيم ويوسف البدري عملية الضرب والركل والرجم من حثالة من الكلاب والأوغاد، فيصفق، ويهلل، ويــُـكـَـبـِّـر، ثم يطلب من معاونيه اعطاء توجيهات لوزير الداخلية بعدم مساعدة المرأة، فمعتصماه المُرسيــّـة ليست أكثر من خيال المآتة، ونحن في عهد النذالة، وفي عصر الديوثية، وقد انتخبنا حشرات لمجرد أنها رفعت شعارات دينية.
صــَـمــَـتـْـنا ثلاثين عاماً ليركبنا مبارك وعائلته، ويهلل المثقفون والمتعلمون والإعلاميون والكــُـتـَّـاب والسياسيون والحزبيون حتى جاء الشباب الينايريون ليطهروا مصر من جــُـبن الآباء و.. رجس المنافقين.
ثم صــَـمــَـتـْـنا عاما ونصف العام على حُكم الجنرالات، معاوني ومساعدي المخلوع، فاستــُـشهـِـد على أيديهم مئاتٌ من زهور مصر، وعادت السجون والمعتقلات لتلعب نفس اللعبة القذرة وأضافت إليها كشوف العُذرية والسحل في الشوارع و.. تصفية الأقباط .
ثم صمتنا عندما جاء قتلة جُدد من زنزانات قذرة، وتُــهَـمٍ موثقة، وعلاقات مع ارهابيي العالم ، فسلــَّـمناهم رقابــَـنِا ونساءَنا وأطفالنا، ومازال بيننا ملايين من الأوغاد يُدافعون عنهم، ويبررون فسادَهم، وينتظرون بصبر نافذ يوم تتعرىَ كل المصريات ويتم اغتصابُهن علناً باسم الله والدين والمصحف في شوارع وحواري وأزقة ميادين بلد الكرامة المدفونة، والعــِـزة الهشــَّـة، والشهامة الأوهن من بيت العنكبوت.
ليس بعيداً ذلك اليوم الذي يقف فيه مرسي والمرشد والشاطر في شُرفة القصر الجمهوري وهم يتصارعون ويتسابقون ويختصمون عمن يخلع سرواله أولا ليحظى بشرف التبول على رؤوسنا!
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 26 فبراير 2013