حلاق الصحة أفضل من الطبيب

إن ما يحدث على الساحة ليست صراعا سياسيا و
لكنها صدام بين التنوير و الظلام. الظلام الذي استغل جهل الناس و ضللهم و
أفهمهم إن الحرية انحلال و أن العلم فتنة و أن صاحب الرأي كافر. هذا الحال
يشبه حال القرية المصرية في الأربعينيات عند استقبالها للمدرس و الطبيب
لأول مرة. كيف كان يقابل بحملات شرسة من الإشاعات و الأكاذيب من قبل دعاة
الظلام و كيف كانوا يستميتون في تضليل الناس و إقناعهم بفساد كل ما هو قادم
من
المدنية محاولين إيهامهم أن حلاق الصحة
أفضل من الطبيب و أكثر حرصا عليهم لأنه منهم و أن الكتاب (بضم الكاف و
تشديد التاء) أفضل من المدرسة لأن المدرسة ستفتن الأبناء. و للأسف كانت تلك
الدعاوى و الأضاليل تلقى القبول لدى أبناء القرية بسبب الجهل و هو نفس ما
يحدث الآن. للأسف أعاد عهد المخلوع حسني مبارك العقل المصري للخلف عقود
طويلة أعاده لتلك الفترة من أول و جديد.
لقد أرسل المولى عز و جل الرسل
و لم يرسل معهم قوى تجبر الناس على إتباعهم بل ترك الأمر اختيارا حتى يكون
للحساب معنى. و لكننا نجد الآن من يزايد على الله عز و جل و يريد فرض
الأمر بالقوة مخالفين قول الله تعالى " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم
بمسيطر".ـ

د . ايهاب بكر .