نوارة نجم : والعيال بتوع حملة " احترموا الرئيس "
ويبدو أننا فى حاجة إلى سلسلة من التشطيف حتى يعتدل الميزان، أو نلقى الله وقد برأنا ذمتنا بالنصح.
سنبدأ حملة التشطيف بالأوْلى فالأوْلى حتى ننتهى تماما من تكرار الحديث المكرور الذى كررناه حتى كركرت صدورنا.
أولا: جماعة الإخوان المسلمين:
.. ولقد تفهمت تماما حالة الانتشاء الهستيرية التى أصابت الجماعة، حيث تمثل أعضاؤها دور سعاد حسنى، وهاتك يا رقص: رُدّى يا بنت أخت البيه، الزينة مرفوعة ليه ردى.. كاد عزالى، البيه الخالى، مقامك عالى… يا خالى البييييييه.
وبدأت الشكوى من أعضاء الجماعة منذ اليوم الأول لتنصيب الدكتور محمد مرسى رئيسا: الحقوا بقى الإخوان، عاملين زى الهابلة اللى مسّكوها طبلة، وشايلين الحرس الجمهورى وعمالين يقولوا الجيش والشعب إيد واحدة، ويقولوا لهم خلّوا بالكو من الرئيس، كأنه أول يوم يخش الحضانة وبيوصّوا عليه المدرسة!
صبرنا وصبرنا، على أمل أن يذهب عنهم عفريت «خالى البيه»، إلا أن المرض تفاقم، وتحول من رقصة المجنونة إلى تعليمات حزبية ينفذها أعضاء الجماعة. اسمع يا سيدى:
طبعا كلنا يذكر الأيام الكالحة التى وضع فيها المرشد سى دى: موتوا بغيظكم، وأوصل الكابل بأعضاء الجماعة، فتحولت البلاد إلى استريو: موتوا بغيظكم. أيها السادة، بعد النجاح منقطع الجماهير لألبون: موتوا بغيظكم، الذى حير العالم وأفقد الإخوان أكثر من ثلثى مؤيديهم، الآن بالأسواق، وبجهاز كل عضو من أعضاء الجماعة، قنبلة الموسم، ألبون: احترموا الرئيس، ده لو مبارك كنتو عملتو فيه كده؟ أنا مش إخوان على فكرة.
كنت أقف مع أهالى المعتقلين وأصدقائهم، وأمهات ضباط 8 أبريل، الذين أكرر لهم ولذويهم الاعتذار، وأؤكد لهم أننى لا أنام ليلى، لأننى قضيت شهورا أظن فيهم أنهم عملاء للمجلس العسكرى، ولو أنهم لم يجدوا فى أنفسهم الطاقة لمسامحتى فإننى أتفهم ذلك، وأسعى بكل جهدى لتبنى قضيتهم، مع ضباط 27 مايو، والضابط أحمد شومان. المشهد مؤلم: ندور حول قصر الرئاسة وننادى: يا مرسييييى.. اطلع لنا يا مرسيييييى.. ده أنت حبسجى زيّنا ومن مثيرى الشغب، أمال إحنا جبناك ليه؟ نسأل الحرس: هوّ جوّه؟ فيجيبون بتشفٍّ بادٍ: أيوه جوه. ابتسمت امرأة ابتسامة مرة وهى تقول: كل دول ماتوا، وعصرنا اللمونة، عشان فى الآخر نقف نفس وقفتنا دى على باب رئيس الجمهورية اللى احنا فاتحين له باب السجن ومدخّلينه قصر الرئاسة ومايعبرناش؟ كان المشهد ككل المشاهد المصرية، لا يخلو من كوميديا جارحة تدمى القلب. نزلت فيالق الإخوان قرب انتهاء الوقفة، تزاول مهنتها وتكليفها الذى اعتدنا عليه منذ اعتصام يوليو، حيث يدخل العنصر الإخوانى وسط مجموعة ويفتح نقاشا، ويكرر ما هو مسجل على صفحة عقله دون التفكير فى ما يأتيه من واردات على ألسنة الوقوف، اقتربت منى امرأة وابنها مرددين ما كُلِّفا بترديده، وأنا بقى اللى بيغنى ويرد على نفسه ده بيعصبنى، أنا مش أسماء محفوظ عشان أطوّل بالى على الناس، خُلقى ضيق جداااااااا، بعد مناقشة مع حارة سد، قلت للشاب الذى قال لى إن مرسى «فى مقام والدنا»: باكلمك عن مساجين.. إلهى تترمى رميتهم، ثم كررت والدته: لو كان ده مبارك كنتو عملتو كده؟ لو كان ده مبارك كنتو عملتو كده؟ لو كان ده مبارك كنتو عملتو كده؟ الظاهر مش جاى لها تكليف بأى جمل تانية، فقلت لها: ربنا يوريهولك فى عيالك…. لا ما أنا غلّاوية قوى على فكرة.
السادة أعضاء هيئة الرسائل المسجلة بجماعة الإخوان المسلمين، لو أن الشفيق أحمد فريق دفع لكم راتبا شهريا لإفشال مرسى وإثارة الرأى العام ضده ما أديتم مهمتكم بهذه المهارة. البُعدا لا عقل وسكتنا، كمان مافيش دم؟ الناس مكلومة أمام القصر الجمهورى والسيد الرئيس بتاع: انتو مابتجوش ليه؟ ابقوا تعالوا، أنا بابقى هناك. تجاهلهم تماما، لو أنّ لكم من الإنسانية والمروءة النزر اليسير (وهى النزر بالزاى لا بالذال) لما تجرأتم على اقتحام أحزانهم بهذه السفاهات، لو أن لكم بعضا من عقل لما دشنتم حملة «احترموا الرئيس» لأن ذلك يعنى تدشين حملات عدة بعنوان «** أم الرئيس»، ذلك لأن لكل فعل رد فعل، والبنى آدمين مابيحبوش حد يربيهم. لو أن لكم بعضا من حياء لتواريتم عن الصورة تماما حتى ينسى الناس أنكم أعنتم الظالم القاتل بألسنتكم طوال عام ونصف. لو أن لكم بعضا من حنكة مرسى ذاته، لأفسحتم له الفرصة لاحتواء شارع غاضب مصاب فى أعز شبابه بين قتيل وجريح وأسير.
لكن نقول إيه؟ اللى عنده دم أحسن من اللى عنده مرشد