أين السعادةُ قـــــل لي أيُّهـــا العيـــــــــدُ؟!
وفـي فلسطينَ قتــــلٌ ثـــــــم تشريــــــــــدُ
طغى الدَّمار بأرضٍ طالمـــا صدحـــــــــت
فيها العنــــــــادلُ فالآفــــــــاق تغريـــــــــدُ
أما العراقُ فقد ذاقَ الأسى غَصصـــــــــاً
وفـي المحيَّا لمجرى الدمعِ أُخـــــــــــــدودُ
أبصر رشيدُ فذي بغـــــــدادُ يا أسفـــــــاً
فيها خلائف هولاكو رعاديــدُ
لبَّـــــــى زِبَطْريَّــــــــةً بـــــالله معتصــــــمٌ
وأنت هارونُ مِقدامٌ وصنديــــــدُ
صروحُ عـــزٍّ بنى أجــــــــــدادُنا فرَقــــــــــــــوْا
إلى الثُّريـــــــا فـــــــــذا ـ والله ـ تَشْييــــــــد
بَنوْا صروحاً تحاكي النَّجم فـي شَمَــمٍ
واليوم يهدِمها قومٌ مناكيـــــــــــــدُ
بغدادُ ، راياتُها البيضــــــــــــاء خافقـــــــــــةٌ
عــــدا عليها تتـــــــارٌ إذْ بهــــــا ســــــــــودُ
واليومَ أمجادُها ـ يا قوم ـ قد دَرَسَــــــــتْ
أهذه أرضهــــــــم قل لي أم البيــــــــــــدُ ؟!
فلوجـــــــةٌ فـي بحـــــــــار الغَشْم غارقـــــــــةٌ
ماذا سأكتب عنها أيُّها العيـــــدُ
دمـــــــــــــاءُ سكَّانهـا تـــــــروي أباطِحَهـــــــــا
وفـي نخيلٍ بها جفَّتْ عناقيــــــــــدُ
نحيبُ أطفالها دومـــــــــــــاً يهدهدُنــــــــــــــا
أعصابنا تشتكي فالعدلُ مفقــــــودُ
أبصـرْ تـرَ الأرضَ أشــــــــلاءً ممزقـــــــــــــــةً
وذلك الميْـــــتُ لا رأسٌ ولا جِيْــــــــــدُ
ترَ اليتامى بكــتْ دمعــــــــاً و أَدْمُعُهـــــــــــا
يمتصُها كـــــافرٌ بالله عِربيــــــــــدُ
وصـــــــوتُ قنبلــــةٍ دوَّى بمسجدِهــــــــــــــــا
فاهتزَّ شرقٌ ، ودوت منه مدريـــــــــــــدُ
يا عيدُ حدِّق ، جَنِيْنٌ مات في رحــــــــــــمٍ
على المناكبِ نعشٌ فيه مولــــــــــــــــــودُ
تلك العذارى كلابُ الغربِ تنهشُهـــــــــا
والسِّجْنُ يغتاظ فالإذلالُ مقصـــــــود
إن زرتَ أســــرى وجــــــــــــلادٌ يعذِّبُهـــــــــــــــم
والسُّوطُ يُدْمِيْهِمُ واللَّحم مقـــدودُ
فقل – أيا عيدُ – حبلُ الظلمِ طال ، بغـــى
صبراً جميلاً فحبلُ البغيِ مَجْــــــــدود
يا عيد إن زرتَ يوماً ثاكـــلاً فُجِعَـــــــتْ
وحولَهـــــــا يُتَّــــــمٌ والكــــــوخُ محــــــــدودُ
وبَعْلُها ماتَ فـي الهيجــــــاءِ مبتسمــــــــاً
نال المنى فهْو فـي الجنَّاتِ معــــدودُ
وظلمةُ الليلِ نـــــارُُ الحــــــربِ تُشْعلهــــــــا
والخوفُ أرعدهـــــا والهــــــمُ ممـــــــــدود
أدخــــل عليهـــــــا حُبـــــــوراً ، إنــــــه قــــــــدرٌ
ذكِّرْهـــــا يا عيـــــــدُ أن اللهَ موجــــــــودُ
يا عيدَنا اليومَ لا تحـــــــزنْ فقافيتــــــــي
كئيبــــةٌ ، دالُهـــــــــا أهدابُهــــــــا ســــــودُ
يا عيدنا اليــوم إن وافيــــــــتَ جيرتَنــــــــا
فاقرأْ سلامي لهم أرجوكَ يا عيــــــــــدُ
يا عيدنا واسِهِــم فالبـــــــؤسُ يَقْتُلهــــــــم
وأنتَ فـي القلب محبوبٌ ومحمـــــــودٌ
طغى عليهم تَتَــــــــارُ العصــــــر قاطبـــــــةً
أذنابُ بوشٍ وطوني هم رعاديد
يا معشر العُرْبِ ، هُبُّوا طال نومُكـــــــــمُ
فشا الخنوعُ ، إلى أمجادكم عـــودوا
فبعضكم مطـــــرقٌ ، للغـــــــرب يتبعُــــــــهُ
في الفكر عِيٌ ، وفي الأخلاق تقليـــــــدُ
يــــــردد البعـــــــضُ ما قالــــــوا كإمَّعـــــــةٍ
يا ببغاواتُ هل أنتم هم الصِّيــــــــدُ ؟!
كفى خداعاً فذئبُ الغرب يختِلُكــــــــم
وهل رأيتم خروفاً ضمَّـــــــهُ سِيْـــــــدُ ؟!
كفـــى خداعاً ولا تُصغوا لهــــم أبـــــــداً
شعارُهـــم ، سِلْمُهـــــم ، إفْكٌ وتَفنيـــــــدُ
هُــمُ التَّطــــــرُّفُ والإرهـــــــابُ فانتبهـــــــوا
ولا تغرَّنَّكــــــمُ منهـــــــــــم مواعيـــــــــــــــــدُ
عيشٌ رغيدٌ لكم ، إخوانُكم ذُبِحُــــــــــــــوا
جـادوا بأرواحهــــــم هـــــذا هو الجـــــود
يا عيدُ إنا نضحِّــي اليـــــــــوم أُضحيـــــــةً
وهُــــــــــمْ يضحُّــون بالأرواحِ يا عيـــــــــدُ
شاشاتنــــــا ملـــــــتِ الآمــــــــاقُ رُؤْيَتهـــــــــــا
يا ليت شعري !! أفـي الشَّاشات تجديـدُ ؟!
مسامعُ العُرْب بات البؤسُ يطرقُهـــــــــــا
في كل يومٍ بهـــــــــــا شَجْبٌ وتنديــــــــدُ
ندعوك – رباه – فـي الأضْحى فأنت لنا
نعـــم المجيـــــبُ ، إلهي أنــــــت معبـــــــودُ
بأن نرى القدسَ والأقصـــى يضاحكهـــــــا
نــــرى العــــــراقَ توشِّيـــــــه الأغاريـــــــــدُ
هــــــذا الجبانُ بكى والطِّفــــــل يُدْحِـــــــــــرُه
وجيشُه مــــن ربى بغــــــدادَ مطـــــــــرودُ
متى الفراتُ نـــــــــرى دَوحـــــــاً يسامِـــــــرُهُ
فـي اللَّيل والبلبلُ الصدَّاحُ غِرّيـــد ؟!
نرى رياضـــاً بهـــــا الأشجـــــارُ باسقــــــــةٌ
ويهتف الغصن فـي أطيارهِ : عـــــودوا
وأنتَ يا دجلـــــةٌ غــــــاضَ الــــــزُّلالُ بــــــــه
متى بمائـــك تُروى ذي العناقيــــــــــدُ
ندعوك ربي مع الحجَّــــاج فـي حــــــــــرمٍ
ومـــــــا دعـــــــاءٌ ببيت الله مــــــــــــــــــــردودُ
الله أكبر دوِّي فـــــــي مآذننــــــــــــــــــــــا
فالعيـــدْ حَمْدٌ وتكبيـــــرٌ وتمجيـــــــــــــدُ
الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس من ديوان ( صور من مأساتنا (