هؤلاء هم من لم نعرف غيرهم أو بمعنى آخر من لم يقدم لنا الإعلام غيرهم .. فهؤلاء هم نجوم المجتمع و الذين جعل منهم الإعلام فى مصر رموزا و قدوة للشباب و الأطفال ..
ان ما يشغل تفكير الشعب المصري فى الوقت الحالى هو من سيكون رئيسهم القادم و كيف سيحكم مصر ، فهناك جدلا كبيرا بين الناس حول مستقبل الدولة فى مصر.. هل ستكون دينية أم مدنية أم علمانية ...
فعلى مدار السنوات الماضية و بالتحديد بداية من الفترة بعد حرب أكتوبر و طوال فترة حكم حسنى مبارك ، لم تظهر أى كوادر أو شخصيات سياسية أو علمية أو مفكرين بارزين يستطيعوا التأثير فى شخصية المواطن المصرى و كسب ثقته ، حتى يستطيع أن يختار منهم رئيسا لمصر يعرفه الناس جيدا و يعرفون تاريخه و اتجاهاته على المستوى الداخلى والخارجى ..
و حقيقة أنا أرجع كل هذا إلى الإعلام الفاشل الذى عشنا معه فى عصر مبارك .. فكانت خطة هذا النظام الفاسد هى إفساد الشباب المصرى و إبعاده عن الساحة السياسية و ذلك بالتقليل من شأن العلماء و المفكرين و عدم إبرازهم على الساحة و فى وسائل الإعلام ، وكل هذا من أجل إخلاء الساحة لجمال مبارك و عدم ظهور منافسين له فى انتخابات الرئاسة .. فنحن لم نرى سوى برامج مثل مسابقات الأغانى و التمثيل و كرة القدم و ما إلى ذلك .. ولم يقدم لنا الإعلام المصرى برامج عن العلماء أو تقديم مسابقات علمية بدلا من التفاهات التى يقدمها لنا الإعلام ، فرموز المجتمع و نجومه الذين قدمهم لنا مبارك هم الراقصات و المغنيين و الممثلين الهابطين ، و أهمل العقول المفكرة من الشباب و كسروا فيهم الأمل و الطموح ، حتى أصبح كل شاب هدفه هو كيفية الحصول على عمل يستطيع من خلاله تجهيز شقة للزواج ، و أصبح أمل كل طفل هو أن يصبح لاعب كرة أو مغنى .. حتى أصبحنا نرى أن من يغنى للمخدرات والخمور و يمدح فيها قد أصبح أشهرو أغنى من العلماء و المفكرين ..
و أنا لا أقصد بذلك أن يكون المجتمع عبارة عن علماء و أدباء فقط ، ولكن لابد أن يكون هناك توازن .. فمثلا فى النصف الأول من القرن الماضى ، ظهر الأدباء و العلماء و المفكرين و الإعلاميين و الفنانين و علماء الدين و رجال السياسة و غيرهم من الذين لا نزال نعيش على زكراهم و تاريخهم الذى تركوه لنا .. أما نحن لولا ثورة 25 يناير لكنا تركنا لأبنائنا و أحفادنا أغانى البانجو و الكليبات الإباحية .