أصيبتُ بالكثير من الدهشة والاستياء من الحفاوة والترحيب الإعلامى الذى صاحب الإفراج عن عبود الزمر.. فالإعلام بدلاً من أن يسعى لاستعاده مصداقيته ويكون صوت الشعب.. يستقبل الزمر قاتل الرئيس السادات استقبال الأبطال!!
فإذا كان من حق عبود الزمر أن ينعم بحريته منذ أن أنهى فترة عقوبته التى أقرها القانون، وأن يفرح هو وأسرته بالإفراج عنه.. فمن الواجب عليه وعلى الإعلام أن يراعى شعور الشعب المصرى.. ولكن إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت.
السادة الأجلاء.. كيف ننسى أو نتناسى أنهم يحتفون بشخص تم سجنه لمشاركته فى قتل الرئيس السادات.. وكان سببا جوهريا فى كل ما عانينا منه خلال الثلاثين عاماً الماضية.. وصول مبارك للسلطة وما صاحب ذلك من فرض حالة الطوارئ وطغيان جهاز أمن الدولة، ووضع الشعب المصرى فى سجن كبير.. وبدلاً من أن يعتذر عما فعل أو يتوارى عن أعين الناس خجلاً من نتيجة سوء صنيعه.. يظهر فى وسائل الإعلام وكأنه بطل.. مما دفع بعض المنساقين وراء عاطفتهم إلى مطالبته بترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية!!
واغتيال الرئيس السادات ليس بأى حال من الأحوال عملية بطولية.. فهى ليست ضد مناحم بيجن مجرم حرب لبنان، أو شارون جزار صابرا وشاتيلا، أو بنيامين بن أليعازر قاتل الأسرى المصريين.. إنها ضد قائد حرب أكتوبر الذى ضحى بنفسه وأخيه الشهيد طيار عاطف السادات الذى استشهد فى حرب أكتوبر.. والسادات كان يعلم أن أخيه مُعرض فى أى وقت للموت، ولم يبعده أو يمنعه من المشاركة خوفاً على حياته.. بل كان كأى طيار شارك واستشهد كغيره من الأبطال.
السادة المحترمون.. لقد سقط الإعلام المصرى ولم ولن تسقط عقولنا.. قاتل السادات ليس بطلاً.. وسواء اتفقنا أو اختلفنا حول شخصية الرئيس السادات أو فتره حكمه.. فهو البطل الحقيقى.. وليس عبود الزمر.